نعمة تعدد الألوان

منذ 2014-12-09

الله تعالى لم يخلقنا ليزودنا بأقل الإمكانات التي تكفي للعيش، بل إنه زادنا من فضله ليسعدنا ويبهجنا ويجعلنا نحيا الدنيا بدلا من أن نعيشها فقط.

اللون ما هو إلا ترجمة الجهاز البصري والمخ للموجة الكهرومغناطيسية التي تتميز بتردد معين يحدد ماهيته، أحمر أم أخضر أم بنفسجي.

ولكن هل فكر أحدنا لماذا لم تكن ترجمة المخ للضوء كترجمته للصوت؟! فإن الصوت أيضًا هو موجات انضغاطية للهواء تتميز بتردد معين يحدد (حدة) الصوت. أي أن التردد المنخفض يترجمه المخ لنا أنه صوت غليظ (ذو حدة منخفضة) بينما التردد العالي يترجمه المخ لنا أنه صوت رفيع (ذو حدة عالية).. في حالة تغير تردد الصوت نحن نشعر بمجرد تغير في حدته!

كان من الممكن جدًا أن يخلق الله جهازنا البصري بحيث نرى العالم كله مثلا باللون الأصفر ولكن ما يميز تردد ضوئي عن آخر هو درجة الصفرة!! -المقابلة للحدة في حالة الصوت- فنجد التردد المنخفض مثلا نراه أصفرًا باهتًا بينما نرى التردد العالي أصفرًا فاقعًا!!

ولكن هل الأمر كذلك بالنسبة لواقع إدراكنا للضوء؟

الإجابة هي: لا. فإن تعدد الألوان لتعدد ترددات الضوء هو نعمة جليلة من الله تضفي البهجة والجمال على عالمنا، فقط تخيل أنك ترى حديقة رائعة الألوان تبعث في النفس السرور والغبطة، تخيل أنك ترى هذه الحديقة بلون أصفر فقط ما بين الباهت والفاقع، ألن يكون هذا كئيبًا؟ بالرغم من أننا كنا سنتعايش معه وتنقضي مصالح حياتنا به!! ولكن الله تعالى لم يخلقنا ليزودنا بأقل الإمكانات التي تكفي للعيش، بل إنه زادنا من فضله ليسعدنا ويبهجنا ويجعلنا نحيا الدنيا بدلا من أن نعيشها فقط.

لقد خلق لنا ملكات ونعم بفضله لو تفكرنا فيها وشكرناه عليها لما كففنا عن شكره والسجود له وطاعته والجهاد في سبيله.

هلا تفكرنا في نعم الله وشكرناه عليها؟

والله أعلم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 2
  • 0
  • 1,828

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً