حوار مع الشيخ محمد بن شاكر الشريف
منذ 2008-08-11
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :-
هذه بعض الأسئلة التي توجهنا بها إلى فضيلة الشيخ محمد بن شاكر الشريف حفظه الله للإجابة عنها وقد تفضل مشكوراً ووافق على إجراء الحوار والإجابة على الأسئلة.
السؤال الأول
كثير من المسلمين يقرأ كتبكم ولم يتسن له التعرف عليكم عن قرب، هل تسمح للقراء بنبذة صغيرة عن حياتكم العملية والفكرية؟
الشيخ محمد بن شاكر: ليس في حياتي العملية والفكرية كبير شيء، أبلغ من العمر 57 سنة ميلادية وحاصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وحاصل على البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية والاتصالات، عملت مدرسا ثم إداريا والآن أكتب في مجلة البيان، أصدرت عددا من الرسائل والكتب يغلب عليها معالجة قضايا معاصرة
السؤال الثاني
ينظر البعض إلى الشريعة الإسلامية من منظور ضيق وخاصة باعتبارها مجموعة الحدود والعقوبات التي أمر الله تعالي بتطبيقها، نود من فضيلتكم أن تعرّف لنا الشريعة ومكانتها في الإسلام؟
الشيخ محمد بن شاكر: الحدود جزء من النظام العقابي في الشريعة وليست هي الشريعة، ولكن كثيرا من الناس ينظرون للحدود على أنها تمثل الشريعة نظرا لسهولة الحديث عن غياب الشريعة وبُعد الأنظمة عن الالتزام بها، وذلك من خلال بيان عدم إقامتها للحدود، لكن الشريعة تشمل عند الإطلاق كل ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال قتادة: "الشريعة: الفرائض والحدود والأمر والنهي"، وقال ابن زيد: "الشريعة: الدين"، وقال القرطبي: "الشريعة: ما شرع الله لعباده من الدين، والجمع الشرائع، والشرائع في الدين: المذاهب التي شرعها الله لخلقه"، لكن يتخصص هذا المعنى عند إضافة كلمة أخرى لها فإذا قلنا مثلا الشريعة والعقيدة، كان المراد بالشريعة الأحكام الشرعية العملية، وبالعقيدة القضايا العقدية الإيمانية وإذا قلنا الشريعة والحقيقة كان المراد بالشريعة أعمال الجوارح والمراد بالحقيقة أعمال القلوب، لكن الشريعة اسم عام يتناول كل هذه التقسيمات، والشريعة مكانتها في الدين عظيمة إذ هي الدين كله
السؤال الثالث
يحصر البعض مفهوم الوعي السياسي بدخول الإسلاميين في المجالس الشعبية والبرلمانات، نرجو منكم توضيح الخلل في هذا التصور ومنشئه ،والتصور الصحيح لمفهوم الوعي السياسي؟
الشيخ محمد بن شاكر: الوعي السياسي لا يرتبط بدخول المجالس الشعبية التي تقوم على إسناد التشريع في أمور الدولة والمجتمع للشعب، وهذه بخلاف المجالس الخدمية ونحوها التي لا دخل لها في التشريع، بل لو قلنا إن دخول هذه المجالس التشريعية دليل على عدم الوعي السياسي لكان أصدق وأدق، والخلل في هذا تصور الوعي السياسي على النحو المتقدم راجع إلى ضعف العلم الشرعي عند من يقولون ذلك، ولو أردنا أن نبين شيئا فنقول ماذا حقق هؤلاء الداخلون سوى إضفاء نوع من الشرعية على الأنظمة المحادة لله ورسوله، والسياسة في الواقع لا تكون سياسة حقا أو منتجة لما يراد منها إلا إذا ارتبطت بالدين، فالدين يعصمها من الانزلاق في كثير من المهالك، والموضوع طويل لا تتسع له هذه الكلمة الموجزة وإنما يكفي في هذه الكلمة تسجيل موقف، ومن أراد التوسع في معرفة ما أقول فيمكنه مراجعة كتابي (المشاركة في البرلمان والوزارة
عرض ونقد).
السؤال الرابع
في هذه الفترة تزايد خطر النصارى وأستفحل سواء في مجال الحرب أو الإعلام ،ما نصيحتكم للشباب المسلم لمواجهة هذا الخطر الداهم ؟
الشيخ محمد بن شاكر: الحقيقة أن المسألة وصلت لدرجة لا تحتمل، وذلك في ظل ضعف الأنظمة أمام ضغوط العالم النصراني، ومجالات العمل كثيرة، لكن لا ينبغي للناس كلهم أن يصرفوا همهم لذلك فهناك كثير من الميادين التي تحتاج إلى جهودهم، بل يكفي فيما يظهر لي أن تنتدب لذلك الأمر طائفة من طلبة العلم الذين لديهم دراية واسعة بفرق النصارى وأقوالهم الضالة، والحقيقة أن لا عقلانية دين النصارى كافية لمن تأملها جيدا في معرفة فسادها وضلالها وأن دين النصارى لا يمكن أن يكون رسالة من عند الله، إذ ليس في ما يأمر الله به هذه الأمور التي تخالف الفطرة التي فطر الناس عليها.
السؤال الخامس
ما أوجه الاستفادة الدعوة الإسلامية من الانترنت؟
الشيخ محمد بن شاكر :- الانترنت لا شك أنه وسيلة مهمة جدا من وسائل الاتصال حيث يخترق كل الحجب رغما عن كل أحد لكنه في الوقت نفسه له مفاسد كثيرة ومعلومة، وكل ما يمكن الاستفادة منه في الكتاب والشريط والمحاضرة والدرس كل هذا يمكن تحقيقه من خلال النت، والذي ينبغي علينا أن لا يكون دخولنا للنت هو فقط للمشاهدة والمطالعة وقضاء الوقت بل ينبغي لكل من لديه ما يعطيه من الخير أن يقدم في هذه الوسيلة السهلة المجانية وأن يختار لها الموقع المناسب لها
وأخيرا كلمة أخيرة منكم. الوقت: العمر فمن أضاع وقته أضاع عمره، والمطلوب عمله كثير فعلينا بالأولى ثم الذي يليه، ولا يشغلنا العمل والدعوة عن عبادة الله، فالداعي إلى الله في هذه الأزمان تمر به فترات شدة يحتاج فيها إلى التثبيت، ومن كان له نصيبه من العبادة المخفية فإن الله تعالى يثبته حين تزل الأقدام، نسأل الله من فضله التثبيت في الحياة وفي الممات وأن لا يجعلنا إلا ناطقين بالحق وإلا ساكتين عن قول الباطل.
وفي ختام حديثنا مع الشيخ محمد بن شاكر الشريف لا يسعنا إلا أن نقدم الشكر لفضيلة الشيخ على سعة صدره وموافقته على إجراء الحوار رغم انشغاله بكثير من الأعمال فجزاه الله خيرا.
أجرى الحوار/محمد المصري.
المصدر: مجلة أنا المسلم
- التصنيف:
عبدالملك السبيعي
منذ