خواطر مبعثرة - (8) خواطر من هنا وهناك

منذ 2014-12-10

من أشكال الموت البطيء؛ أن تضطرك الحياة اضطرارًا للتعامل مع من لا تطيقه أغلب اليوم

1- الطبيعة جميلة، وأجمل ما فيها هو توازنها، {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} [الرحمن:7]

2- التعصب هو من أكبر عقبات التعلم، فالتعصب ضد عالم أو مذهب هو من أكبر عقبات التعلم منه، والتعصب لعالم أو مذهب هو من أكبر عقبات التعلم من مخالفيه.

3- كلما ازدادَ العظيمُ عظمةً كلما ازدادَ حبُه لمن هو أقل منه مكانةً وقدرًا حبًا غيرَ مشروطٍ ودون مقابلٍ، واللهُ هوَ أعظمُ العظماءِ، فلا عجبَ أنْ يكونَ حبُه لنا نحنُ الضعفاءُ منْ خلقِه على قدرِ عظمتِه وعلو شأنه.

4- شتان بين إسقاط الحقيقة على حواسنا، وعقولنا، والذي نظنه سذاجةً هو الحقيقة وبين حقيقة الحقيقة.

5- أسهل شيء هو تقديم الحلول، وأصعب شيء هو الاستماع والتعاطف، كثيرًا ما يتفوه المرء بما يؤلمه، لمشاركة الآخرين له فيه، وليس طلبًا للحلول، وهذا ما يخفق في فهمه الكثيرون.

تَحَلَّ بملكة التمييز بين المشتكي الذي يطلب الحل، وذلك الآخر الذي لا يطلب إلا مجرد الاستماع باهتمام وتعاطف ومشاركة.

6- البعض يتمردون لا للوصول للحقيقة، ولكن -فقط- ليتمردوا، لأنهم ببساطة يجدون ذواتهم في تمردهم هذا، بغض النظر إن كان تمردهم في موضعه فعلًا، أم أنهم مضطرون لخلق أوهامًا ليتمردوا عليها، فيشار إليهم بالبنان؛ أهلًا بالمبدعين، أهلًا بمحركي الماء الآسن، بإلقاء حجارة الأفكار الجديدة فيه، أهلًا بالمنورين المتنورين.

7- ما أكثر عناء المريض بالمغص النفسي، إنه كمريض المغص الكلوي الذي لا يستقر على وضع في الفراش، لأن كل الأوضاع مؤلمة، فيجتهد أن يختار أقلهم إيلامًا، ثم ما يلبث أن يكتشف أنه ربما أكثرهم إيلامًا.

8- الناسُ أمرُهم عجيب، لا هم يقتربونَ لتنالَ أنسَهم، ولا هم يبتعدونَ لتسلَم من أذاهِم.

9- أكره سلوك العالم الذي إذا تكلم أوهم الناس أنه يعلم كل شيء، فما بالكم بِمَقتي لسلوك الجاهل الذي إذا تكلم أوهم الناس أنه يعلم كل شيء!

10- من أشكال الموت البطيء؛ أن تضطرك الحياة اضطرارًا للتعامل مع من لا تطيقه أغلب اليوم، وأغلب الأسبوع، إنك تشعر أن السآمة تجري في دمك مجرى السم الزعاف في العروق.

11- الرياضيات هي طريقة لصياغة المعلومات بشكل مختلف، يمكن معه أن نحولها من صورة غير مفيدة، إلى صورة مفيدة، ولكن الرياضيات لا تضيف على المعلومة ولا تنتقص منها، وهذه هي قوتها حيث أنها محايدة، وبالتالي فلا يمكن أن تكون الرياضيات هي مصدر للمعلومة، وإن كان القانون الفيزيائي هو مصدر معلومة، فذلك ليس لأنه رياضي في تكوينه؛ ولكن لأنه يوجد به معلومة من الأصل قد عَبَّرَت عنها، وأظهرتها الصياغة الرياضية للمعلومة.

12- كثير من الناس يقولون: "لكل قاعدة شواذ"، وهم لا يدركون أن الجملة تتناقض منطقيًا مع نفسها، لأن الجملة في ذاتها قاعدة، وإذا افترضنا أنها صحيحة، إذن سيوجد ما يشذ عنها حتمًا، أي سيوجد حتمًا قاعدة واحدة على الأقل بدون شواذ، وعلى هذا فالجملة تناقضت مع نفسها، اذًا هي خاطئة تمامًا، وبديلها الصحيح هو: "معظم القواعد لها شواذ"، بحيث تكون هذه القاعدة الجديدة -البديل الصحيح- هي ليست من هذا "المعظم الذي له شواذ"، وبالتالي تتناسق مع نفسها.

مثال لقاعدة بدون شواذ: الله خالق كل شيء.

13- أنا أتحدى، إذن أنا موجود.

14- لو كان التعصب الأعمى رجلًا لنسفته نسفًا.

15- هل فكرتم من قبل أن الأجسام الكونية تجذب بعضها البعض؛ لحنين قديم كان وما زال موجودًا بينهم، من لحظة أن كانوا جسمًا واحدًا، لحظة الانفجار العظيم، وما قوانين الجاذبية إلا صياغة رياضية لهذا الحنين، وتغيره مع الكتلة والمسافة والسرعة، هل فكرتم من قبل أن دوران الكواكب حول الشموس هو حنين وشوق دائمين للأم الكبيرة الشمس التي في الوسط؟!

16- خطأ نظرية التطور ليست من دعائم الإيمان بالله، ولكن صحتها هي بلا شك من دعائم الإلحاد، أو قل إن شئت: "صحة نظرية التطور لا ينفي وجود الله، ولكن خطأُها ينفي وجود الـ (لا إله).

17- العلم مع الغرور مصيبة، والعلم مع التواضع رحمة.

الأمية مع الغرور مرض، والأمية مع التواضع فطرة.

شبه العلم (الجهل) مع الغرور مأساة، و شبه العلم (الجهل) مع التواضع مستحيل.

18- سير السحاب لا يتوقف لعواء الكلاب.

19- لن تفلح أبدًا بإقناع أي إنسان بصحة أو خطأ أو منطقية أو عدم منطقية أي فكرة أو فكر إذا كان قد قرر مسبقًا أنه "لن يقتنع"، وذلك بغض النظر عن وجاهة كلامك ومنطقيته وصحته، وبراعتك وتجردك في العرض والإيضاح.

20- نحن لا نقدس علماء الإسلام، فليس لنا مثال وقدوة كاملة في فهمه وتطبيقه للإسلام إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكماله استثنائي لعصمة الله له، لذلك يجب أن نتخلص من خطأ البحث عن الكمال، وهو خطأ من أخطاء التفكير الشائعة، ونأخذ من كل عالم ما يصح لديه، وننبذ ما دونه حسب ترجيحنا العقلي، بعيدًا عن الهوى، لتفسير علماء الأمة لنصوص القرآن والسنة الصحيحة.

أما أن ننبذ عالمًا بالكلية لخطأ عنده؛ أو أن ننبهر بعالم إلى حد يقترب من التقديس؛ فكلاهما خطأ، وكلاهما يحجب عنا الخير الكثير.

والله أعلم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 1
  • 0
  • 3,564
المقال السابق
(7) متناثرات كلامية
المقال التالي
الجزء التاسع

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً