إتحاف الفضلاء بفضائل الشتاء
المتأمل في سرعة مرور الليالي والأيام وتصرم الشهور والأعوام يعلم حقاً أن الدنيا مزرعة للآخرة، فلنحمدالله أن بارك في أعمارنا ومتعنا بالعافية.
1- المتأمل في سرعة مرور الليالي والأيام وتصرم الشهور والأعوام يعلم حقاً أن الدنيا مزرعة للآخرة، فلنحمدالله أن بارك في أعمارنا ومتعنا بالعافية.
2- ((الشتاء ربيع المؤمن)) رواه أحمد والبيهقي وزاد: ((طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه)) وسمي ربيعاً؛ لأن المؤمن يرتع في بساتين الطاعات.
3- ((الصيام في الشتاء: الغنيمة الباردة))[رواه الترمذي]، وسميت غنيمة باردة؛ لأنها حصلت بلا تعب ولا مشقة، فنهاره قصير وبارد فلنبادر لصيام ما تيسر منه.
4- كان السلف يفرحون بالشتاء لقيام الليل، حيث تأخذ النفس حظها من النوم لطول الليل، ثم تقوم فتصلي. قال ابن مسعود: "مرحباً بالشتاء يطول ليله للقيام ".
5- قال الحسن البصري: "نعم زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه". وقال عبيد: " يا أهل القرآن طال ليلكم فاقرؤوا وقصر نهاركم فصوموا ".
6- بكى معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عند موته وقال: "إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر".
7- يتساهل بعض الناس في الشتاء بعدم إسباغ الوضوء لبرودة الماء، وقد روى مسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا إسباغ الوضوء على المكاره).
8- يلاحظ على بعض الناس - هداهم الله - عدم تشمير أكمامهم عند الوضوء فالواجب غسل اليدين إلى المرفقين، ومن لم يغسلهما فوضوؤه غير صحيح وصلاته باطلة.
9- من نعم الله أن سخر لنا وسائل لتسخين المياه، وتدفئة المكان وأنعم علينا بملابس تقينا البرد. قال - تعالى -: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)[النحل: 5].
10- كان عمر - رضي الله عنه - إذا حضر الشتاء كتب إلى الجند: إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف فإن البرد سريع دخوله بعيد خروجه.
11- ينبغي علينا مساعدة الفقراء بكسوة الشتاء، فقد روى الترمذي عن أبي سعيد مرفوعاً: (من كسى مؤمناً كساه الله من خضر الجنة "أي: من حللها").
12- توفرت -بحمدالله-لدى بعض المحلات مجموعة متكامله من واقيات البرد: الجوارب، القبعة، القفازات، بطانية، مما يسهل شراءها وتوزيعها على المحتاجين.
13- يكره اللثام للرجل في الصلاة إلا لحاجة كشدة البرد، وهو تغطية الفم والأنف، ويسمى اليوم: (اللطمة) فقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أن يغطي الرجل فاه في الصلاة).
14- نظراً لشدة البرد يقوم بعض الناس باستعمال وسائل التدفئة باشعال الحطب أو استعمال المدافئ، فينبغي الحذر من تركها ليلاً، والتنبه للأطفال من خطرها.
15- عن أبي موسى قال: (احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فلما حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشأنهم قال: إن هذه النار عدولكم فإذا نمتم فأطفؤها عنكم) متفق عليه.
16- من يسر الشريعة إباحة المسح على الخفين، لما في غسل الرجلين من المشقة في وقت البرد، فيباح المسح يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر.
17- يشترط في المسح على الجوربين:
أ- لبسهما على طهارة.
ب- أن يكونا سميكين يغطيان الرجل على الأرجح.
ج- أن يكون مسحهما في الحدث الأصغر لا في الأكبر.
18- عند نزول المطر الغزير يباح الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو المغرب مع العشاء، وكذا يجوز الجمع إذا اشتدت الريح الباردة أو الوحل الشديد.
19- لا يجوز التضجر من برد الشتاء، كقول بعضهم: (ذبحنا البرد) فقد جاء في الحديث القدسي: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر).
20- لا يجوز سب أمراض الشتاء، فقد دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أم السائب فقال: مالك؟ قالت: الحمى لابارك الله فيها. فقال: لاتسبيها فإنها تذهب الخطايا) [رواه مسلم].
21- علينا أن نعلم أنه قد ثبت في الحديث أن أشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم، فلنكثر من الطاعات ليقينا الله من عذابها، فالشتاء فرصة للطائعين.
22- تمت بحمد الله تغريدات الشتاء، وهي فرصة لنا أن نحاسب أنفسنا ونرجع لربنا، كما قال عمر: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" فالشتاء مضمار المتنافسين.
أحمد بن عبدالله الباتلي
- التصنيف:
- المصدر: