صفة خاتم النبوة

منذ 2014-12-16

كان بارزًا في حجم بيضة الحمامة، بين كتفي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حوله خِيلان.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. من الصفات التي وصف بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكتب المتقدمة أنه بين كتفيه خاتم النبوة، فكان ذلك علامة على صدقه، وأَنَّهُ النَّبِيُّ الْمَوْعُودُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقد وردت صفة خاتم النبوة في السنة الصحيحة أنه كان بارزًا في حجم بيضة الحمامة، بين كتفي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حوله خِيلان (جمع خال: نقطة تضرب إلى السواد وتسمى شامة)، وعليه شعرات مجتمعات.

قَالَ الْقُرْطُبِيّ: "اتَّفَقَتْ الأَحَادِيث الثَّابِتَة عَلَى أَنَّ خَاتَم النُّبُوَّة كَانَ شَيْئًا بَارِزًا عِنْد كَتِفه الأَيْسَر، قَدْره قَدْر بَيْضَة الْحَمَامَة" ا.هـ. بتصرف.

ولم يثبت أن الخاتم كان مكتوبًا عليه لفظ الجلالة أو (محمد) أو غير ذلك من الكلمات.

قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري:6/650):

"وَأَمَّا مَا وَرَدَ مِنْ أَنَّهَا كَانَتْ كَأَثَرِ مِحْجَم، أَوْ كَالشَّامَةِ السَّوْدَاء أَوْ الْخَضْرَاء، أَوْ مَكْتُوب عَلَيْهَا (مُحَمَّد رَسُول اللَّه) أَوْ (سِرْ فَأَنْتَ الْمَنْصُور) أَوْ نَحْو ذَلِكَ، فَلَمْ يَثْبُت مِنْهَا شَيْء... وَلا تَغْتَرّ بِمَا وَقَعَ مِنْهَا فِي صَحِيح اِبْن حِبَّانَ فَإِنَّهُ غَفَلَ حَيْثُ صَحَّحَ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ" ا.هـ.

وهذه بعض الأحاديث الواردة في خاتم النبوة:

1- روى مسلم (2344) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "رأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده ". أَيْ: يُشْبِهُ لَوْنُهُ لَوْنَ سَائِرِ أَعْضَائِهِ.

2- وروى مسلم أيضًا (2346) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا أَوْ قَالَ ثَرِيدًا... قَالَ: ثُمَّ دُرْتُ خَلْفَهُ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عِنْدَ نَاغِضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى جُمْعًا عَلَيْهِ خِيلانٌ كَأَمْثَالِ الثَّآلِيلِ".

(نَاغِض كَتِفه) هو أَعْلَى الْكَتِف، وَقِيلَ: هُوَ الْعَظْمُ الرَّقِيقُ الَّذِي أَعْلَى طَرَفه.

(جُمْعًا) مَعْنَاهُ: عَلَى هَيْئَة جَمْع الْكَفّ أي بعد أَنْ تَجْمَعَ الأَصَابِع وَتَضُمَّهَا، لَكِنَّهُ أَصْغَرُ مِنْهُ فِي قَدْر بَيْضَة الْحَمَامَة.

(الْخِيلَان) جَمْع ( خَال )، وَهُوَ الشَّامَة فِي الْجَسَد. انظر شرح مسلم للنووي.

(الثآليل): قال ابن الأثير في (النهاية): "جَمْع ثُؤلُول، وهُو هذه الحبَّة التي تَظْهر في الجِلد كالحِمَّصَة فما دُونها" ا.هـ.

3- وروى الترمذي في الشمائل عن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري قال: "فمسحت ظهره، فوقعت أصابعي على الخاتم". وسئل: ما الخاتم؟ قال: "شعرات مجتمعات" (صححه الألباني في (مختصر الشمائل) ص 31).

والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

  • 0
  • 0
  • 3,042

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً