أسطول الحرية
صالح الزهراني
- التصنيفات: الشعر والأدب -
جبنوا فكنت أبا السيوف المشهره *** وركبت خيلا للفتوح مضمّره
وشطبت عذر المنهكين بطلعة *** كانت مع حلَك المدار مظفّره
أبصرت غزة تستغيث بأهلها *** فدفعت للأحباب فيلق مرمره
فاستبشر الزيتون وهو محاصر *** وأتتك غزة والضلوع مجبّره
وقفتْ على الشطان ترقب عاشقاً *** معه السنابل والوجوه المقمره
وقفتْ، ولم تتعب، وطال طريقكم *** لكنها ظلت هناك مسمّره
كان الصغار يحدثون نفوسهم *** بالقادمين بدفتر وبمسطره
مليارُ ما فتحوا لغزة منفذاً *** كل المنافذ في الوجوه مسكّره
ونهضت من تحت الركام مكبراً *** فأتتك مفرزة الجلال مكبّره
البحر يدعو والسفائن خشعٌ *** ومُنى الأحبة نحو غزةَ مبحره
فتساقط الليل البهيم وأقبلت *** من كل ناحية قوىََ مستكبره
بدأ السواد مع البياض حواره *** فتشكلّت في البحر أعظمُ مجزره
شهداؤنا الأحـرار لم يتسـاقطوا *** كانوا لنا نحو الخلود القنطره
هذي هي إسرائيل قصة قاتل *** أبطالها عصفورة ومجنزره
يا أيها الفجر الذي أيقظتنا *** علّمتنا أنّا لدينا المقدره
لم تكترث بالنائمين على اللظى *** فنهضت وحدك والصفوف مبعثرة
ودعوت للعرب الذين تجمّدوا *** والشام تغلي حولهم بالمغفرة
وفتحت في رفح العروبة معبراً *** لما انتصبت مزلزلا ًفي أنقره!
خطفوا من الأطفال بسمة عمرهم *** وتطيروا حتى بشدو القبرّه
وتعاهدوا أن تركع الدنيا لهم *** وتجيءَ غزة وهي ترجو المعذره!
لكنها لم تحن يوماً رأسها *** لم تنتظر قمح العدو وسكّره
ربطت على الصوّان حرقة جوعها *** لتقولَ: كم تبدو الفجائع مثمره
دمُنا على كل الجهات موزعٌ *** ووجوهنا بيعت بسوق السمسره
حبلٌ على الجرار جرحُ بلادنا *** يمتد ّمن كشمير حتى عطبره
وحروبنا في كل يوم غزوةٌ *** كلّ يقول: أنا فتاها حيدره
والحرب باسم رواية، وعباءة *** لعبت بأفئدة الشباب مخصّره
ستون عاماً واللقاءات التي *** عُقدت تعلّمنا فنون الثرثره
ووجوهنا من مائها مغسولة *** وعقولنا ضد النهوض مشفره
أقلع بنا يا سيدي من عجزنا *** واخرج بنا من عمق هذي المقبره
وأنا سأكتب للصباح قصائدي *** فلقد ملأت من الإباء المحبره