ستون عاماً وأنتِ في منابتنا
- التصنيفات: الشعر والأدب -
يا بذرةَ السوء قدْ أسموكِ صُهيوناً *** وأنبتوكِ فعشتِ في مغانينا
يا نبتةً كلُ أهلِ الأرضِ تقْلعُها *** لا تحلمي أنْ تظلّي في أراضينا
ستون عاماً وأنتِ في منابِتنا *** أنّى لكِ اليوم أن تبقُي بواد ينا
ستون عاماً لظاها في جوانحنا *** ستون هماً وغماً في مأسينا
في كل يومٍ نرىَ ستين معضلةً *** ستون كرْباً نراها في ليالينا
عشتِ على أرضِنا قسُراً يؤازركِ *** من خاف أنْ تُفسدي في أرضه الطينا
عشتِ وعشنا بلا حبِ يقربنا *** ولا ودادِ من ألأحزان ينسينا
قد كنت في عالم النسيان ضائعةً *** واليوم جئتِ لترْعَي في روابينا
أسقوكِ في أرضنا حتى أرتويتِ ولمُ *** نجِدْ وفيّا لنا يأتيُ فيُسقينا
لمُ يعشقوكِ فما في عشقِكِ شَرَفٌ *** بلْ أيّدوا كلَّ أفّاكٍ يُجافينا
لمُ يعُشقوا فيكِ حُسْناً إنما عَشِقوا *** منُ كان في هذه الدنيا يعادينا
أضْفوا عليكِ من التبجيلِ أوسمةً *** وقلّدوكِ بلا حَقٍ نياشينا
حَموكِ حتى تسلّقتِ مآذننا *** وأدخلوكِ علينا في صياصينا
سكنتِ القدسَ والأقصى فوا أسفا *** ستون عاماً ونحنُ عنكِ لاهينا
تعكّر الماءُ والأزهار قد ذَبلَتٌ *** ولمُ نعدْ نجني الزيتونَ والتينا
ولم ُ يعدُ زهرنا الفوّاح ينعشنا *** أفسدتِ العطرَ فيها والرياحينا
ديارُنا أصبحتُ جرداء قاحلةً *** ولم ُ يعدْ ماءُها عذُبا ليروينا
جلبتِ الشؤمَ يا حمالة النكدِ *** بل ُ قد ذرأتِ في الدنيا الشياطينا
يا طالع السوء قد جائتْ طلائُعنا *** على ثرىَ القدسِ والأقصى تنادينا
طلائعٌ المجد ِ من أبناءِ أمتنا *** جاءتْ لترميكِ في أقصى مرامينا
وتسقي الأرضَ ماءً كيُ تُطهرها *** وتملأُ الحقلَ ريحاناً ونسرينا
وترفع البندَ خفاقاً تزينه *** الله أكبر حَررنا فلسطينا
رافع علي الشهري