عن الحق وطلبه!

منذ 2014-12-17

لا تسمح لأحد مهما بلغ قدره ووصلت مكانته أن يقطع عليك طريقك إلى الله، واستشرف بناظريك الهدف والوجهة ولتتعالى عن تلك العوائق والنتوءات التي لا يخلو منها سبيل.

في بداية رحلته الطويلة لطلب ‫‏الحق والبحث عنه، فوجئ سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه بعقبة شديدة وعائق بئيس..

ذلك الرجل الذي أرسلوا سلمان ليمكث عنده متعلمًا ووصفوه بأنه أعلمهم بهذا الدين لم يكن أبدًا مثالا جيدًا لحملة الحق.. بل كان في الحقيقة شر مثال.

لقد كان راهب سوء يأكل أموال الناس بالباطل ولا يؤديها لمستحقيها حتى اجتمعت لديه ثروة عظيمة و{إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة:34].

لكن سلمان لم يُصد.. لم يسارع إلى نمط النفور من الدين لوجود الخلل بحامليه، ولم يلجأ إلى فرضية العصمة التي تلبس للمتدينين وتكون عند انكسارها سبيلا إلى مغادرة الدين أو البعد عن طريقه بحجة فساد أهله.

لم يعرف الحق بالرجال، وبالتالي لم يُصد عنه بالرجال..

لقد استطاع بتجرد مذهل وصدق عجيب أن يركز في هدفه وألا يسمح لأي نتوءات أو عوائق في الطريق أن تصده عن بغيته أو ترده عن هدفه.

وبهذا الصدق وصل.. وبذلك التجرد والإصرار بلغ المنزل، وتاقت إليه الجنة كما أخبر بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم.

لا تسمح لأحد مهما بلغ قدره ووصلت مكانته أن يقطع عليك طريقك إلى الله، واستشرف بناظريك الهدف والوجهة ولتتعالى عن تلك العوائق والنتوءات التي لا يخلو منها سبيل.

اصدق وتجرد وإنها لكبيرة، لكن بها إن شاء الله ستصل.. وستبلغ المنزل، وتعرف الحق.. وأهله.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 2,121

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً