العبرة بالحق

منذ 2014-12-18

العبرة بالحق الذي تحمله وتُبلغه، العبرة بما تقوله ابتداءً، وليس فقط كيف تقوله.

طلب نبي الله موسى عليه السلام من ربه أن يحلل عقدة من لسانه، وبيّن أن صدره يضيق، ولا ينطلق لسانه، وأقر موسى عليه السلام بأن أخاه هارون هو أفصح منه لسانًا.

ولقد وصف فرعون سيدنا موسى بأنه لا يكاد يبين، فقال: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف:52]

مع كل ذلك فقد بلّغ موسى، بلّغ رسالته، وأدى أمانته، ونصح لأمته، ولقد وصلت دعوته، وصلت وبلغت قلوب أعدى أعدائه، فآمن السحرة، وآمنت امرأة الطاغية، وآمن مؤمن من آل بيت الطاغية.

آمنوا برب موسى، واتبعوا دعوة من لا يكاد يُبين، الذي اخترقت دعوته قصر فرعون نفسه.

إن من البيان لسحرًا، والفصاحة والبلاغة وجذالة اللفظ وحسن البيان شيء مُستحسن بلا شك، لذا كانت علة مطلب موسى بإشراك أخيه الأفصح لسانًا.

البيان مهم بلا شك، لكنه ليس الأهم، وليس وحده مناط التكليف، ولا سبب القبول الأوحد، العبرة أولًا بلسان الصدق، وتَشَربُ القلب لمعاني الحق، ثم خروج هذا الحق، والصدع به.

العبرة بالحق الذي تحمله وتُبلغه، العبرة بما تقوله ابتداءً، وليس فقط كيف تقوله.

من كتابي، تحت الطبع، (‫‏طرقات على باب التدبر‬).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,963

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً