لماذا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم؟
إنَّ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات وأجل القربات، فقد أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
إنَّ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات وأجل القربات، فقد أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها وبين مضاعفة أجرها، وأنها سبب لمغفرة الذنوب، وقضاء الحاجات، فقال عليه الصلاة والسلام: « » (رواه النسائي:(1297)، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن النسائي).
وروى الترمذي: (2457) عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: « »، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: « »، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: « »، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: « »، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: « » (حسنه الألباني في سنن الترمذي).
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات وذلك لعدة أمور:
الأول: أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بها، قال تعالى: {...يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56]، فهي عبادة والواجب على المسلم الامتثال لأمر الله، وألا يعترض على أمره.
الثاني: فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وحده، بل هي راجعة أيضاً على المصلي نفسه، فالفضل الوارد في الأحاديث السابقة وغيرها من الأحاديث إنما هي لمن صلى على النبي الصلاة عليه والسلام، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عند شرحه للحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » يعني: إذا قلت: اللهم صل على محمد، صلى الله عليك بها عشر مرات، فأثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات" (انتهى من شرح رياض الصالحين).
الثالث: حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى، فقد أنقذ الله تعالى به خلقاً من الظلمات إلى النور، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..} [الحديد:9]، وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم:1].
فإذا كان الإنسان قد يكثر من ذكر اسم الطبيب الذي قد جعل الله على يديه شفاءه، وغاية ما في الأمر صلاح البدن، فكيف بمن جعل الله تعالى علي يديه صلاح الروح والبدن معاً؟! فكان من حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن يكثروا من الصلاة عليه ردًا لذلك الجميل وجزاء لبعض حقوقه عليه الصلاة والسلام.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "إن الله سبحانه أمر بالصلاة عليه عقب إخباره بأنه وملائكته يصلون عليه، والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله، فصلوا أنتم عليه فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليمًا لما نالكم ببركة رسالته" (انتهى من جلاء الأفهام).
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}؛ اقتداء باللّه تعالى وملائكته الكرام، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم" (انتهى من تفسير السعدي:1/671).
فصلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين، ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار.
فلا تحرم نفسكِ أخي المسلم من ذلك الفضل، أعاننا الله تعالى وإياكم على اغتنام الطاعات ووقانا شرور أنفسنا إنه جواد كريم ونسأل الله تعالى من فضله وكرمه، والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
- التصنيف:
- المصدر: