العنوسة المشكلة والحل !

منذ 2014-12-22

بل شبح مخيف يشغل بال كثير من الفتيات..ومشكلة تواجهها المجتمعات فمن رأى أرقام الإحصائيات للفتيات الآتي فاتهن قطار الزواج علم أن المشكلة تفاقمت وأن الخطب جلل..وهذه الإحصائيات في حق من لم يتزوجن بعد أما في حق المطلقات والأرامل فالأمر أكبر!

العنوسة كلمة مقلقة، قلت كلمة (لا)!

بل شبح مخيف يشغل بال كثير من الفتيات..ومشكلة تواجهها المجتمعات فمن رأى أرقام الإحصائيات للفتيات الآتي فاتهن قطار الزواج علم أن المشكلة تفاقمت وأن الخطب جلل..وهذه الإحصائيات في حق من لم يتزوجن بعد أما في حق المطلقات والأرامل فالأمر أكبر!

وهذه المشكلة لها أسباب،،،، منها ما يلي:

1- المغالاة في المهور والصداق.. فيطلب ولي المرأة من الخاطب مهرا مكلفا،، وكأن موليته سلعة تباع وتشترى!

فيعزف عنها كثير من الخطاب، ويردهم عنها بفعله هذا! فيفوتها قطار الزواج بسبب جشع وليها!

وليعلم أن المغالاة في الصداق خلاف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم(1426)عن أبي سلمة بن عبدالرحمن قال: سألت عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كم كان صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشا، قالت: أتدري ما النش؟ قال: قلت: نصف أوقية فتلك خمسمائة درهم فهذا صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لأزواجه".

وفي مسند أحمد (285)، والترمذي (1114)، سنن أبي داود(2106)، وابن ماجه(1887)بسند صحيح عن أبي العجفاء السلمي قال: خطبنا عمر - رضي الله عنه - فقال: " ألا لا تغالوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشر أوقية". قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.. والأوقية عند أهل العلم أربعون درهما وثنتا عشرة أوقية أربعمائة وثمانون درهما.. 

وفي صحيح مسلم(1424)عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " إني تزوجت امرأة من الأنصار، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( هل نظرت إليها؟ فإن في عيون الأنصار شيئاً، قال: قد نظرت إليها، قال: على كم تزوجتها؟ قال: على أربع أواق، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - على أربع أواق؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك..)) الحديث

ولو قدر أن الخاطب استدان وحمل نفسه مالا طاقة به من الديون وتزوج فسيكون في نفسه عداوة لزوجه في الغالب وهذا من أسباب المشاكل الزوجية!

عند أحمد في المسند(285) بسند صحيح قال عمر - رضي الله عنه -: وان الرجل ليغلى بصدقة امرأته حتى تكون لها عداوة في نفسه.

2- أن بعض الفتيات هي التي تجلب لنفسه العنوسة!

وذالك أنها تأخر الزواج كثيرا وتمتنع عن الخطاب بحجة مواصلة الدراسة أو البحث عن عمل! أو ترسم في مخيلتها صورة مبالغا فيها لفارس الأحلام وزوج المستقبل!

وتشترط فيه شروطا قد لا تجتمع في آحاد الرجال ومن رامت زوجا كاملا فقد رامت مستحيلا! فالكمال عزيز والمهم أن يكون مرضي الدين والخلق وقديما قيل: " ظل رجل والا ظل حيطة"!

وأحياناً يكون ذلك من قبل موليها فيرد عنها الخطاب بحجج واهية وأمور ما أنزل الله بها من سلطان!

وقد حذر النبي من ذلك وبين خطره وأنه سبب للفتنة والفساد سنن الترمذي(1084)، وابن ماجه (1967)عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض..)) وحسنه الألباني - رحمه الله -..

3- بعض العادات السيئة القبيحة المخالفة للشرع وهذه منتشرة في بعض المجتمعات وهى مايسمى بـ (الحجر أو الحجري)!

فتحبس الفتاة على ابن عمها أو قريبها وهى لا تطيقه بحجة أنه أولى بها من غيره! وهذا ظلم بين، وكم من القصص المحزنة والمأسي حصلت بسبب ذلك؟!

فإلى الله المشتكى.. ومن المقرر لدى أهل العلم أن من شروط النكاح رضى الزوجين به.. في صحيح البخاري (4845)أن خنساء بنت خذام الأنصارية: أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرد نكاحه.

وفي مسند الإمام أحمد (2467)، وأبي داود(2096)وابن ماجه(1875)عن ابن عباس: " أن جارية بكراً أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ ابن حجر في البلوغ: وأعل بالإرسال".

أقول وما أنزل الله من داء إلا وله دواء والرسول - صلى الله عليه وسلم - ماترك خيرا إلا دل الأمة عليه والا شرا إلا ونهاها عنه.. 

* والحل لهذه المشكلة وعلاجها بأمور من أهمها مايلي:

1- المسارعة والمبادرة الى تزويج الصالح مرضي الخلق وعدم وضع العقبات في طريق الزواج التي أشرنا في أسباب العنوسة إلى شيء منها..

قال - تعالى-: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم أن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).

2- التعدد وخير هذه الأمة هم من أكثرها نساء فانظر إلى سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام رضى الله عنهم..

3- من السنن التي فعلها من هم خير منا وهى من أسباب حصول الزواج عرض ولي المرأة موليته على الرجل الكفؤ الصالح.

في صحيح البخاري(4830)عن سالم بن عبد الله: أنه سمع عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - يحدث أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوفي بالمدينة فقال عمر ابن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال: سأنظر في أمري فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق فقلت إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: قلت: نعم، قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو تركها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلتها.."

أقول: وقصة تزويج التابعي الكبير سعيد بن المسيب - رحمه الله - ابنته لأحد طلابه معلومة مشهوره ذكرها غير واحد من أهل العلم ممن ترجم له..

ومثله فيما لو عرضت المرأة نفسها على الرجل مرضى الدين والخلق وهذا مشروط بأن تؤمن الفتنة.

في صحيح البخاري (4828)عن ثابت البناني قال: " كنت عند أنس وعنده ابنة له قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعرض عليه نفسها قالت يا رسول الله ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءك واسوأتاه واسوأتاه قال: هي خير منك رغبت في النبي - صلى الله عليه وسلم - فعرضت عليه نفسها.

والله أعلم وصلى الله على محمد. 


سعد بن ضيدان السبيعي

  • 6
  • 0
  • 5,166

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً