الإعصار ساندي حقق لأوباما ما لم يستطع تحقيقه لنفسه

منذ 2014-12-22

نشرت جريدة «ذى واشنطن بوست» في عددها الصادر في 31 أكتوبر 2012 مقالاً بقلم ديفيد نكامورا وكارين تملتي يقول أن الإعصار «ساندي» - الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة صباح يوم 30 أكتوبر ولا يزال يعصف في البلد - أعطى الرئيس الأمريكي أوباما الفرصة لأن يظهر بمظهر القائد العام.

نشرت جريدة «ذى واشنطن بوست» في عددها الصادر في 31 أكتوبر 2012 مقالاً بقلم ديفيد نكامورا وكارين تملتي يقول أن الإعصار «ساندي» - الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة صباح يوم 30 أكتوبر ولا يزال يعصف في البلد - أعطى الرئيس الأمريكي أوباما الفرصة لأن يظهر بمظهر القائد العام.

ويشير المقال إلى التخوّف من تأثير الإعصار على الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويقول المقال إنه ليوم واحد على الأقل يبدو أنّ الإعصار ساندي حقّق للرئيس أوباما ما لم يستطع أن يحقّقه هو لنفسه.

ويضيف المقال أنه في حملة انتخابية جديرة بالذكر لسلبيّتها، وفرت العاصفة التاريخية لأوباما لحظة يمارس فيها مهام القائد العام قبل أسبوع واحد من يوم الانتخاب. نال الرئيس لحظة نادرة من الإطراء أسبغت عليه من الحزبين المتنافسين، فقد أثنى حكام الولايات -المحافظون منهم والديمقراطيون - على أداء الحكومة الاتحادية.

وسيسافر أوباما إلى ولاية نيو جرزي يوم 1 نوفمبر ليزور المناطق التي ألحق بها الإعصار ساندي أضراراً، وسيرافقه حاكم ولاية نيو جرزي كريس كرستي الذي طالما انتقد الرئيس أوباما في الماضي، لكنه أسبغ عليه الثناء في أعقاب العاصفة وقال إنّ «الرئيس راجع جميع هذه الإجراءات، ويعود إليه فضل كبير».

ويشير المقال إلى التعاون بين كرستي وأوباما، خلافاً لما حصل مع إعصار كاترينا عام 2005، عندما تبادلت إدارة جورج بوش (الابن) وإدارة حاكمة ولاية لويزيانا الاتهامات القاسية حول الطريقة الفاشلة التي تمّ التعامل بها مع تلك الكارثة.

ويقول المقال أنّ الإعصار ساندي دفع بميت رومني - مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية - إلى موقف يكاد يكون تعجيزياً وهو يحاول أن يسطر دوراً لنفسه في قصة استحوذت على انتباه الأمة. نظم الحزب الجمهوري أنشطة لجمع التبرعات لضحايا الإعصار، لكن الحدث بدا وكأنه أحد المهرجانات المعتادة في الحملات الانتخابية، إذ عزف اللحن التمهيدي المميّز للمرشّح وعرض شريط فيديو عن سيرته الذاتية. وفي نهاية المهرجان لم يجب رومني على أسئلة الصحفيين حول ما إذا كان سيعيد النظر في قوله السابق بأنّ إدارة الكوارث وظيفة يجب أن تسند إلى الولايات.

وحذّر أوباما خلال زيارة قام بها بعد ظهر يوم الثلاثاء 30 أكتوبر إلى مقر الصليب الأحمر الدولي في واشنطن بالقول: «إنّ الإعصار لم ينته.. سنواصل بذل كل جهدنا» لتوفير الموارد، وأكد أن رسالته لإدارته هي «لا بيروقراطية، لا تعنت في الرتابة».

ويضيف المقال أن الإعصار ساندي لفت الانتباه إلى عامل يواجهه كل رئيس خلال فترة تقلده منصبه وهو: كيف يوازن بين كونه رئيساً وبين ترشيح نفسه لإعادة انتخابه لفترة ثانية. ولعله من النادر جدا، بل ربما لم يحصل أبداً، أن اضطر رئيس أن يتعامل مع كارثة كبيرة كهذه قبل الانتخاب بمدة قصيرة إلى هذه الدرجة، وأي خطوة أو تحرك خاطئ يبدو أن دافعه سياسي، يمكن أن يفقد أوباما أصوات الناخبين.

وقد ألغت حملة أوباما مهرجانين كانا من المفروض أن يعقدا يوم الأربعاء 1 نوفمبر، وقال أحد المساعدين - والذي طلب عدم ذكر اسمه - أن برنامج حملة أوباما يقرّره الرئيس بالإضافة إلى مستشارين في البيت الأبيض مثل ديفيد بلوف ورئيس موظفي البيت الأبيض جاكوب لو.

وقد أرسل مدير حملة أوباما، جيم مسينا، رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أنصار أوباما في الولايات التي تأثرت بالعاصفة يطلب منهم فيها أن يتبرّعوا للصليب الأحمر.

ويقول ماثيو داود - الذي شغل منصبا بارزا في حملة إعادة انتخاب بوش عام 2004 - أنه كلما كانت المدة التي يقدّم فيها أوباما كرئيس وليس كمرشح أطول، كلما كان ذلك أفضل له.

ويصف المقال نشاط وجهود أوباما يوم الثلاثاء 30 أكتوبر، وجميعها يتعلق بالعاصفة، وينقل عنه قوله: «لا أريد أن أسمع أننا لم نفعل شيئا ما لأنّ البيروقراطية كانت عقبة في الطريق» وكرر أوباما نفس الرسالة في مؤتمر على الهاتف مع حكام ورؤساء بلديات 13 منطقة تأثّرت بالإعصار بالإضافة إلى منطقة العاصمة، وقال لهم أيضا أنه «بإمكانهم الاتصال بالبيت الأبيض مباشرة بأنفسهم» إذا واجهوا أية عقبات بيروقراطية، حسب قول رئيس بلدية العاصمة، فنسنت جراي، وعقد أوباما مؤتمرا آخر على الهاتف بعد ذلك مع رؤساء الخدمات شدّد خلاله على أهمية إعادة الكهرباء إلى ملايين المواطنين الذين فقدوها على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ويقول المقال إن عددا من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري أثنت على أداء البيت الأبيض، منهم كريس كرستي (حاكم نيو جرزي) الذي قال في مؤتمر صحفي أن رد فعل الرئيس أوباما كان «رائعا» وقال روبرت ماكدونل، حاكم ولاية فرجينيا ورئيس جمعية الحكام الجمهوريين، أن رد فعل السلطات الاتحادية كان «سريعا بصورة لا تصدّق ونحن شاكرون جداً» وأثنى ماكدونل على أسلوب أوباما «المباشر والشخصي» في التعامل مع الكارثة.

  • 0
  • 0
  • 1,538

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً