جنود ليست من البشر..!!

منذ 2014-12-22

إن للهِ جُنُودًا يُرسِلُها على أَعدَائِهِ مُؤَيِّدًا بها ‏أولياءَهُ، منها الرِّيَاحُ والأَعاصِيرُ، التي كانت وما تزالُ قُوَّةً ‏مُدَمِّرَةً مُهلِكَةً، ومنها الماءُ الذي أَغرَقَ اللهُ به ويُغرِقُ مَن شَاءَ ‏نَصرًا لمن شَاءَ، ومنها الصَّيحَةُ والخَسفُ والحَاصِبُ والحِجَارَةُ ‏، قال - سبحانه -: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا ‏عَادٌ فَأُهلِكُوا بِرِيحٍ صَرصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيهِم سَبعَ لَيَالٍ ‏وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا * فَتَرَى القَومَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُم أَعجَازُ ‏نَخلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ}.

كثيرٌ هُمُ الذينَ يُقِيمُونَ مُعَادَلاتِ القُوَّةِ وَالانتِصَارِ، بِالنَّظَرِ إلى مَا ‏عِندَ بَعضِ الدُّوَلِ مِن أَسلِحَةِ الدَّمَارِ؟ نَاسِينَ أَو مُتَنَاسِينَ أَنَّ هُنَاكَ جُنُودًا لا يَصنَعُها البَشَرُ، وَقُوًى ‏تَضِيعُ أَمامَها الحِيَلُ {وَمَا يَعلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ * وَمَا هِيَ ‏إِلا ذِكرَى لِلبَشَرِ} إِنَّ مَا يَظهَرُ بَينَ حِينٍ وآخرَ مِن كَوَارِثَ ‏مُهلِكَةٍ، وما يحدُثُ مِن زَلازِلَ مُدَمِّرَةٍ وَأَعاصِيرَ مُرَوِّعَةٍ، لهو ‏أَقوَى مَانِعٍ للهزيمةِ النَّفسيَّةِ والاستسلامِ، الذي أُصيبَ به ‏أَقوَامٌ مِنَ المسلمين في هذا الزمانِ، نَتِيجَةً لما يرونه من عدمِ ‏التكافؤِ بَينَهُم وبَينَ أَعدائِهِم في الأسبابِ المَادِيَّةِ، بَلْ إِنَّه لمما ‏يَدعُو إلى مَزِيدٍ مِنَ الثِّقَةِ بنصرِ اللهِ لِعِبادِهِ، وَزَيَادَةِ التَّوَكُّلِ ‏عليه والإيمانِ بِصِدقِ وَعدِهِ، مَا دَامَ المؤمنُ قَوِيَّ الصِّلَةِ به، ‏مُلتجِئًا إِليهِ مُعتَمِدًا عَلَيهِ {وَمَا النَّصرُ إِلاَّ مِن عِندِ اللهِ العَزِيزِ ‏الحَكِيمِ}.

إن للهِ جُنُودًا يُرسِلُها على أَعدَائِهِ مُؤَيِّدًا بها ‏أولياءَهُ، منها الرِّيَاحُ والأَعاصِيرُ، التي كانت وما تزالُ قُوَّةً ‏مُدَمِّرَةً مُهلِكَةً، ومنها الماءُ الذي أَغرَقَ اللهُ به ويُغرِقُ مَن شَاءَ ‏نَصرًا لمن شَاءَ، ومنها الصَّيحَةُ والخَسفُ والحَاصِبُ والحِجَارَةُ ‏، قال - سبحانه -: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا ‏عَادٌ فَأُهلِكُوا بِرِيحٍ صَرصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيهِم سَبعَ لَيَالٍ ‏وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا * فَتَرَى القَومَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُم أَعجَازُ ‏نَخلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ}، وقال - سبحانه -‏‏: {فَفَتَحنَا أَبوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنهَمِرٍ * وَفَجَّرنَا الأَرضَ عُيُونًا ‏فَالتَقَى المَاءُ عَلَى أَمرٍ قَد قُدِرَ * وَحَمَلنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلوَاحٍ ‏وَدُسُرٍ *  تَجرِي بِأَعيُنِنَا جَزَاء لمَن كَانَ كُفِرَ}، وقال ـ جل ‏وعلا ـ: {وَلَمَّا جَاء أَمرُنَا نَجَّينَا شُعَيبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ‏بِرَحمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحُوا فِي ‏دِيَارِهِم جَاثِمِينَ}، وقال - سبحانه -: {إِنَّا أَرسَلنَا عَلَيهِم ‏حَاصِبًا إِلا آلَ لُوطٍ نَّجَّينَاهُم بِسَحَرٍ}، وقال - سبحانه -: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو ‏يَأتِيَهُمُ العَذَابُ مِن حَيثُ لاَ يَشعُرُونَ}، وقال - تعالى -: {‏أَفَأَمِنتُم أَن يَخسِفَ بِكُم جَانِبَ البَرِّ أَو يُرسِلَ عَلَيكُم حَاصِبًا ‏ثُمَّ لاَ تَجِدُوا لَكُم وَكِيلاً}، وقال - جل وعلا -: {فَكُلاًّ ‏أَخَذنَا بِذَنبِهِ فَمِنهُم مَّن أَرسَلنَا عَلَيهِ حَاصِبًا وَمِنهُم مَّن ‏أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَّن خَسَفنَا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَّن أَغرَقنَا ‏ وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظلِمَهُم وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ}، ‏وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى ‏تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ: يَا مُسلِمُ ‏، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائي فَاقتُلْهُ»، وإنَّ مِن جُنُودِ اللهِ الملائكةَ، ‏الذين شَارَكُوا في قِتالِ المشركينَ في مَوَاقِعَ كثيرةٍ، منها ما ‏جاء في قولِهِ - تعالى -: {وَلَقَد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدرٍ وَأَنتُم ‏أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تَشكُرُونَ * إِذ تَقُولُ لِلْمُؤمِنِينَ أَلَن ‏يَكفِيَكُم أَن يُمِدَّكُم رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ المَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ * ‏بَلَى إِن تَصبرُواْ وَتَتَّقُوا وَيَأتُوكُم مِّن فَورِهِم هَذَا يُمدِدْكُم ‏رَبُّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} ومنها ما نَزَلَ ‏في غزوةِ الخندقِ، إِذْ أَرسَلَ اللهُ - تعالى - مَلائكةً تُقاتِلُ في ‏صُفُوفِ أَهلِ الإيمانِ، قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ‏آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذْ جَاءتكُم جُنُودٌ فَأَرسَلنَا ‏عَلَيهِم رِيحًا وَجُنُودًا لَّم تَرَوهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِيرًا} والمُرَادُ بِالجنُودِ التي لم يَرَوهَا الملائكةُ، وفي صحيحِ ‏البُخارِيِّ عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: لمَّا رَجَعَ ‏النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الخندَقِ وَوَضَعَ السِّلاحَ ‏وَاغتَسَلَ، أَتَاهُ جبريلُ - عليه السلام - فقال: «أَوَضَعتُم ‏سِلاحَكُم؟ فَإِنَّنَا لم نَضَعْ سِلاحَنَا بَعدُ " فَقَالَ: " إِلى أَينَ؟ " ‏فَأَشَارَ إِلى بني قُرَيظَةَ». ومِن جُنُودِ اللهِ مُسلِمُو الجِنِّ، الذين ‏يُسَخِّرُهُمُ اللهُ لإِخوانِهِم المؤمنين مِنَ الإِنسِ إِذَا شَاءَ، وقد بَيَّنَ  - تعالى - في كِتابِهِ شَيئًا مِن ذلك، كما في قِصَّةِ سُلَيمَانَ - عليه السلام - حِينَمَا طَلَبَ إِحضَارَ عَرشِ مَلِكَةِ اليَمَنِ ‏‏(بِلقيسَ) مِنَ اليَمَنِ إلى بَيتِ المَقدِسِ: {قَالَ عِفريتٌ مِّنَ الجِنِّ ‏أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} ومِن جُنُودِ اللهِ ما أَرسَلَهُ ويُرسِلُهُ على أَعدائِهِ، مِن أَضعَفِ ‏مخلوقاتِهِ وَأَحقَرِها، مِنَ الجرادِ والقملِ، والضفادعِ والبَعوضِ‏، وَأصَغَرُ مِن ذلك ما يُسَمَّى بِالميكروباتِ والفَيروساتِ، قال - سبحانه - عن بني إِسرَائِيلَ: {فَأَرسَلنَا عَلَيهِمُ الطُّوفَانَ ‏وَالجَرَادَ وَالقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاستَكبَرُوا ‏وَكَانُوا قَومًا مُّجرِمِينَ} وَمِن جُنُودِ اللهِ ما يُلقِيهِ في قُلُوبِ ‏الكافِرِينَ مِنَ الخَوفِ وَالرُّعبِ مِنَ المؤمنينَ، حتى يَروهُم أَكثرَ ‏مِن عَدَدِهِم وَأَكبرِ مِن عُدَّتِهِم، فَيَفزَعُوا مِنهم ويخافُوا، وما ‏يجعَلُهُ في المُقابِلِ في قُلُوبِ عِبادِهِ مِنَ السَّكِينةِ والاطمئنانِ، ‏قال - تعالى-: {قَد كَانَ لَكُم آيَةٌ فِي فِئَتَينِ التَقَتَا فِئَةٌ ‏تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثلَيهِم رَأيَ العَينِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبرَةً لأُولي ‏الأَبصَارِ} وقال - سبحانه -: {إِذ يُوحي رَبُّكَ إِلَى ‏المَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ ‏كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبُوا فَوقَ الأَعنَاقِ وَاضرِبُوا مِنهُم كُلَّ بَنَانٍ}، وقال - تعالى-: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللهُ إِذ أَخرَجَهُ ‏الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانيَ اثنَينِ إِذ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ ‏تَحزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّم ‏تَرَوهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ ‏العُليَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وقال - تعالى-: {هُوَ الَّذِي ‏أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ لِيَزدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِم ‏وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}، ‏وقال - عليه السلام -: «نُصِرتُ بِالرُّعبِ، وَأُوتِيتُ ‏جَوَامِعَ الكَلِمِ».

وإذا كانَ الأمرُ كذلك، فلماذا الإِحساسُ بِالضَّعفِ أَمَامَ هَؤَلاءِ الأَعدَاءِ؟ إَنَّهُ ـ وَالعِلمُ عِندَ اللهِ ـ لأننا لم نَنصُرِ اللهَ، وإلا فإننا لا نجهلُ وَعدَهُ، وهو القَائِلُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُم ‏وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعسًا لَّهُم وَأَضَلَّ أَعمَالَهُم} )، والقائلُ: {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ ‏مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُم فِي ‏الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا ‏عَنِ المُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}. ‏

وَإِنَّهَ لمما لا يخفَى ‏على مُسلِمٍ، أَنَّ هذِهِ المَصَائِبَ وتِلكَ الكَوَارِثَ التي تُصيبُ هؤلاء الكفرةَ بينَ حينٍ وآخرَ، ‏ما هي إلا نَتِيجَةُ الذُّنُوبِ وَأَثَرٌ من آثارِ المعاصي، والتي مِن ‏أَعظمِها الشِّركُ بِهِ والإِلحادُ في آيَاتِهِ، وَإِيذَاءُ أَولِيَائِهِ وَظُلمُ ‏عِبَادِهِ، وَالبَطَرُ والأَشَرُ وَالتَّكَبُّرُ،، قال - تعالى -: {فَكَأَيِّن مِن قَريَةٍ ‏أَهلَكنَاهَا وهِيَ ظَالمةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ على عُرُوشِها وَبِئرٍ ‏مُعَطَّلَةٍ وَقَصرٍ مَشِيدٍ}، وقال - تعالى-: {وَتِلكَ القُرَى ‏أَهلَكنَاهُم لمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلنَا لِمَهلِكِهِم مَوعِداً}، وقال - تعالى-: {وَكَم أَهلَكنَا مِن قَريَةٍ بَطِرَت مَعِيشَتَهَا فَتِلكَ مَسَاكِنُهُم ‏لم تُسكَنْ مِن بَعدِهِم إلاَّ قَليلاً وَكُنَّا نحنُ الوَارِثينَ}، وقال ـ ‏تعالى ـ: {وَكذَلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرى وهِيَ ظَالمةٌ ‏إِنَّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}، وَقَد يَتَسَاءَلُ مُسلِمٌ وَيَقُولُ: وَإِذَا ‏كانت هذِهِ الآيَاتُ عَذَاباً لِلكَافِرِينَ، وَإِذَا كانَ للهِ جُنُودٌ غَيرُ ‏المُسلِمِينَ، فَلِمَاذَا لا يُصِيبُ العَذَابُ بِتِلكَ الآيَاتِ وَالجُنُودِ ‏دَولَ الطُّغيَانِ وَمَن نَاصَرَهَا، ويُريحَ المسلمينَ مِن َأَذَاها ‏وظُلمِها؟.

فيقالُ: لا شَكَّ أَنَّ المُسلِمَ حِينَ يَرَى دولَ الكفرِ وَأَعوانَهَا ‏يُذِيقُونَ المُسلِمِينَ شَتَّى أَنوَاعِ العَذَابِ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يخسِفَ ‏اللهُ بهم ويُزَلزِلَ الأَرضَ مِن تحتِ أَقدَامِهِم، لكنَّهُ يَعلَمَ أَنَّ ‏الذي أَنزَلَ الكِتَابَ حُجَّةً إلى قِيَامِ السَّاعةِ، وَشَرَعَ الجِهَادَ ‏وَجَعَلَ طائِفَةً مِنَ الأُمَّةِ عَلى الحَقِّ إلى قِيَامِ الساعةِ، أَرَادَ أَن ‏يُذِيقَ الكُفَّارَ العَذَابَ بِأَيدِي المُؤمِنِينَ، عَن طَرِيقِ الجِهَادِ الذي ‏فيه تمحِيصُ للمُؤمِنِينَ ومحقٌ لِلكَافِرِينَ: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحدَى ‏الطَّائِفَتِينِ أَنَّهَا لَكُم وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيرَ ذَاتِ الشَّوكَةِ تَكُونُ لَكُم وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ * ‏لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبطِلَ البَاطِلَ وَلَو كَرِهَ المُجرِمُونَ}، وَإِنَّ تَارِيخَ ‏الأُمَّةِ لحافِلٌ بِأَيَّامِ اللهِ التي هَزَمَ المسلمون فيها الكافرينَ، ‏وَأَذاقَهُمُ اللهُ بهم العَذَابَ الأَلِيمَ، وَوَعدُ اللهِ لا يَتَبَدَّلُ وَلا يَتَغَيَّرُ ‏وَلا يُخلَفُ: {وَلَقَد سَبَقَت كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرسَلِينَ * إِنَّهُم ‏لَهُمُ المَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ * فَتَوَلَّ عَنهُم حَتَّى ‏حِينٍ * وَأَبصِرهُم فَسَوفَ يُبصِرُونَ * أَفَبِعَذَابِنَا يَستَعجِلُونَ * ‏فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِم فَسَاء صَبَاحُ المُنذَرِينَ}‏.

عبد الله بن محمد البصري

  • 14
  • 3
  • 48,142

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً