مصلحون
وإن أخشى ما يخشاه المرء أن تنزع بقايا تلك البركة والستر، فنُكال لذلك الواقع الأليم بأعمالنا، ونعامل فيه بكسبنا.
لأعوام طويلة كان من يتأملون حال هذا البلد، ويعلمون تفاصيل الأسباب الدنيوية التي تتساقط منه تباعًا؛ يتساءلون
في دهشة وتعجب:
كيف يُكمل هذا البلد مسيرته؟!
كيف يعيش هؤلاء المواطنون المسحوقون بين رحاه الطاحنة؟!
ولطالما كانت الإجابة الوحيدة التي تتبقى بعد تفنيد الأسباب المنقرضة؛ الستر.
ستر الله وبركته كانت التفسير الوحيد للاستمرار مع فناء الأسباب، وانقراض المنطق المادي المباشر.
المشكلة اليوم أن الهاوية تزداد حدة، وقوافل المتساقطين تتسارع وتتضاعف، وإن أخشى ما يخشاه المرء أن تنزع
بقايا تلك البركة والستر، فنُكال لذلك الواقع الأليم بأعمالنا، ونعامل فيه بكسبنا.
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود:117].
تأمل! {وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}.
مصلحون!!
يا رب سلم.
- التصنيف: