معركة الوعي

على رأس قائمة ما نَحتاجُه اليوم.. ما نحتاجُه اليومَ بقوَّة! كتائب من العلماء، وطلبة العلم..
يُتقنون الصنعَة العلمية، والحِرفة التحقيقية، ويُحسنون استخراجَ مكنون المعاني، وجواهر المباني، مع صَدرٍ رَحْبٍ، وأفُقٍ واسع؛ يَحتوي بهما كلَّ خلافٍ سائغ، وكلَّ مُخالِفٍ مُنازِع، ويَدلُّون الناسَ على ما خَفي عنهم، من مسائل الحق والدين، وأصول الإيمان، وتفاصيل العقيدة النقيَّة..

مع ربط هذا بمسائل السياسة الشرعية، ومُحاكاة الواقع تطبيقًا وتنزيلاً، ثم يَعرضون ما معهم من حقٍّ وعلم..
بأدبٍ راقٍ، وخُلقٍ دَمث، ورحمةٍ بالناس، وصبرٍ على تعليمهم، وحلمٍ على تفهيمهم..
مع احتسابٍ مُطلق، وتَفانٍ مُطبَق، وبَذلٍ مُغدَق..

لا يَخافون لَومةَ لائم، ولا يَهابُون بَطشةَ ظالِم، ولا يُبالُون بغَضبَة حاكِم.
فالأمرُ كلُّه لله، وليس لهم من الأمر شيء، والله غالبٌ على أمره..

وحَسبُهم أنَّهم هؤلاء: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} [الأحزاب:39].

اللهمّ لاتَحرمنا من أمثالِهم، وأغدِق على أُمتنا بأضعافهم، أنت حسبُنا ومولانا.