لا عبادة بغير ذكر
محمد قطب إبراهيم
إن الذكر مطلوب، ولا عبادة بغير ذكر، ولكن الذكر الذي وصفه الله في كتابه، ووصف به الصحابة رضوان الله عليهم في قوله تعالى: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} (آل عمران: 191).
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
إن الذكر مطلوب، ولا عبادة بغير ذكر، ولكن الذكر الذي وصفه الله في كتابه، ووصف به الصحابة رضوان الله عليهم في قوله تعالى: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} (آل عمران: 191).
شيء آخر مختلف عن هذا الذكر الذي ابتدعته الصوفية، وحصرت العبادة فيه، وزعمت أنه هو الذي يوصل إلى رضوان الله، فضلا عما وقع في عقيدة الاتحاد والحلول ووحدة الوجود من شرك صريح.
وأيا كانت الأسباب التي أدت إلى تفشي الفكر الصوفي، وجعلته في وقت من الأوقات هو مدخل العامة الوحيد إلى الدين أو مدخلهم الرئيسي إليه، فقد أحدث هذا الفكر مفاسد كثيرة في بنية الأمة، ليس أقلها التواكل، وترك الأخذ بالأسباب، وإهمال عمارة الأرض، والانحراف في عقيدة القضاء والقدر، وعدم إحساس الإنسان بمسئوليته عن خطئه حين يخطئ، والانصراف عن الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والفصل بين الدنيا والآخرة، وبين العمل للدنيا والعمل للآخرة في حس المسلم، وإفساد التوازن الدقيق الجميل الذي يحدثه الإسلام الصحيح في النفس، فيجعل الإنسان يعمل بجهده كله في واقع الأرض، وقلبه معلق بالله واليوم الآخر، أو بعبارة أخرى التوازن الدقيق بين عالم الغيب وعالم الشهادة.