كيف ندعو الناس - التكافل
التكافل مفروض على كل قادر ليقوم فيه بنصيبه، ولكن عائده ينصب إيجابا وسلبا على مجموع الأمة، فتكون أمة مترابطة متحابة إن قامت به، أو طوائف يحقد بعضها على بعض إن نكلت عنه. والجهاد مفروض على كل قادر ليقوم فيه بنصيبه ولكن عائده يعود إيجابا وسلبا على مجموع الأمة، فتبقى وتتمكن أو يأكلها أعداؤها.
وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه فردا فردا ثم يقيمهم كل في عالمه الخاص، ويقول له : كن في نفسك ولا شأن لك بغيرك؟ أم كان يربي كل فرد منهم ليكون لبنة متماسكة مترابطة مع غيرها من اللبنات في كيان متحد، فيضع في كل لبنة ذلك الملاط الذي يجعلها تلتصق بغيرها، وتكون على استعداد أن يلتصق غيرها بها. ملاط المشاعر المترابطة، والمسئولية المشتركة، وهما صنوان لا يغني أحدهما عن الآخر.
التكافل مفروض على كل قادر ليقوم فيه بنصيبه، ولكن عائده ينصب إيجابا وسلبا على مجموع الأمة، فتكون أمة مترابطة متحابة إن قامت به، أو طوائف يحقد بعضها على بعض إن نكلت عنه. والجهاد مفروض على كل قادر ليقوم فيه بنصيبه ولكن عائده يعود إيجابا وسلبا على مجموع الأمة، فتبقى وتتمكن أو يأكلها أعداؤها.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفروض على كل قادر ليقوم فيه بنصيبه، ولكن عائده يعود إيجابا وسلبا على مجموع الأمة، فتكون أمة خيرة أو أمة ملعونة: خيرة إن أمرت بالمعروف، ونهت عن المنكر، وملعونة إن نكلت عن واجبها: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} [آل عمران: 110] {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } (المائدة : 78-79).
- التصنيف:
- المصدر: