كيف ندعو الناس - العلم
لقد سعى العلم أي انتزاع الطبيعة من الخالق، فجزأ الكون إلى فرق، وأقصى ((المقدس)) إلى زاوية نائية ثانوية من ملكة الفهم عندنا، وأبعده عن وجودنا العملي. والآن فقط بدأنا نقدر العواقب المدمرة.
لقد سعى العلم أي انتزاع الطبيعة من الخالق، فجزأ الكون إلى فرق، وأقصى ((المقدس)) إلى زاوية نائية ثانوية من ملكة الفهم عندنا، وأبعده عن وجودنا العملي. والآن فقط بدأنا نقدر العواقب المدمرة. ويبدو أننا نحن ك- أبناء العالم الغربي - قد فقدنا الإحساس بالمعنى الكلي لبيئتنا، وبمسئوليتنا إزاء الكون كله الذي خلقه الله، وقادنا ذلك إلى فشل ذريع في تقدير أو إدراك التراث وحكمة السلف، ذلك التراث المتراكم على مدار القرون. والحق أن ثمة تحاملا شديدا على التراث، كما لو كان جذاما اجتماعيا منفرا.
وثمة الآن في نظري حاجة إلى مقابلة كلية شاملة. لقد أدى العلم لنا خدمة جليلة في تبيانه لنا أن العالم أعقد بكثير مما كنا نتخيل. ولكن العلم في شكله المادي الحديث، الأحادي، عاجز عن تفسير كل شيء. إن الخالق ليس ذلك الرياضي الذي تخيله نيوتن، وليس صانع الساعة الأول. (1)
إن انفصال العلم والتكنولوجيا عن القيم والموازين الأخلاقية والمقدسة قد بلغ حدا مريعا مفزعا. وهذا ما نراه في التلاعب بالمورثات (الجينات) أو في عواقب الغطرسة العلمية التي تتجلى في أبشع صورها في مرض جنون الأبقار.
(1) قال نيوتن إن الله خلق الكون على هيئة ساعة كونية منضبطة الحركة. ولكن ليس ثمة داع أو فائدة من الصلاة إلى الإله صانع هذه الساعة الكونية الضخمة، لأنه هو ذاته لا يستطيع تغيير مسارها حتى لو أراد ذلك! عن كتاب ((منشأ الفكر الحديث)) تأليف برنتون ص151 من الترجمة.
- التصنيف:
- المصدر: