العلم والإبداع علاقة هدم أم بناء؟
أحمد كمال قاسم
إنه مما لا شك فيه أنه لكي يبدع العقل البشري حلاً جديدًا مبتكراً لمشكلة ما فإنه يحتاج لأن يكون لديه رصيد من المعلومات، التي يكون منها هذا الابتكار، لذلك فإن العلم ضروري جداً كوقود للإبداع ومغذٍ له.
- التصنيفات: الإسلام والعلم -
إنه مما لا شك فيه أنه لكي يبدع العقل البشري حلاً جديدًا مبتكراً لمشكلة ما فإنه يحتاج لأن يكون لديه رصيد من المعلومات، التي يكون منها هذا الابتكار، لذلك فإن العلم ضروري جداً كوقود للإبداع ومغذٍ له.
ولكن مما يعجب له المرء أنه في كثير من الأحيان يكون العلم مقوضاً للإبداع ومقيداً له!
فمتى يكون ذلك؟ وما الشروط التي تؤدي إلى أن يكون العلم دافعًا للإبداع أو معوقاً له؟
متى يكون العلم ضد الإبداع؟ موقفان متباينان..
موقف صحيح..
أن يعتقد الإنسان أن ما وصله من العلم غير خاضع للتطوير أو النقد، وهذا لا ينطبق حقاً إلا على العلم الموحى إلى الإنسان من الله عز وجل، حيث أن العلم الموحى من الله هو العلم الكامل الشامل، وفي هذه الحالة يكون الإبداع -يُسمى شرعًا الابتداع- غروراً وصلفاً من الإنسان لأنه يتوهم أنه سيطور في العلم الموحى إليه من الله عز وجل، وهذا ينطوي على اعتقاد بنقص هذا العلم وهذا فيه جهل كبير
موقف باطل..
أما العلم البشري والاختراعات البشرية فالوضع فيها معكوس، حيث أن الاعتقاد بكمال هذا العلم وتمامه يكون مكبلاً للإنسان بالقيود ضد أن ينقده، وبالتالي ضد أن يطور فيه، ولكن لا يعني هذا إلقاء هذا العلم وراء ظهورنا؛ لأن هذا سيؤدي إلى أن نعيد جهدًا قد تم من لدن من سبقونا، ولكن ينبغي أن نستفيد من هذا العلم ونبني عليه.
شروط العلم البشري الدافع للإبداع..
1- الاستفادة مما سبق من العلوم التي وصل إليها البشر حتى نبني عليها ونطورها، وذلك حتى لا نعيد جهود الآخرين لنصل إلى نفس النتائج.
2- عدم تقديس هذا العلم حتى يتسنى لنا أن نعتقد بنقص هذا العلم، وبالتالي أن نعتقد بالحاجة إلى تطويره.
والله أعلم.