أدِّ دَينك

منذ 2015-01-03

ويا أيها الأخ المنعم بوجودهما في حياتك جاهد نفسك على برهم، واَلزم أقدامهما فإن الجنة تحتهما، فاتق الله فيهما، وأحسن صحبتهما، وأَثِرهم على نفسك، وولدك، ومالك، وزوجتك.

هل تعلم أن عليك دينًا كبيرًا نحو والديك، ومهما فعلت فلن تؤدي حقهما عليك.

قال رجل لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "حملت أمي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها المناسك، أتراني جزيتها؟ قال: لا، ولا طلقة من طلقاتها، فالوالدان هما سبب وجودك في هذه الدنيا، وهما من تعبا من أجلك، ولا أرحم بك بعد الله منهما، فاتق الله فيهما، وعاملهما بما يرضي الله.

قال الله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء:23]، بر الولدين مقدم على الجهاد في سبيل الله، بل أن عقوقهما من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله مباشرة، ولو هناك كلمة أدنى من (أُفٍ) لنهى عنها، بل خاب وخسر من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ولم يدخل بهما الجنة.

ومن الجدير بالذكر أن اختلاف الأجيال ينتج عنه صراعًا، واختلافًا في التفكير بين الوالدين، وأبنائهم فيؤدي عن ذلك خلافات ومشاكل أسرية، ويأتي هنا دور الوالدين الحكيمين مع الأبناء؛ الذين قد لا يرون الموضوع بشكل كامل باختلاف الخبرات بينهما، واختلاف الزمن والجيل، فيأتي دور النصيحة بهدوء وتفهم، وعلى الأبناء مراعاة الاختلاف بأدب وتوضيح وجهة النظر؛ لأن هذه المشكلة تتكرر في كثير من البيوت، فينتج عن ذلك عقوق للوالدين، وهجر للبيت وخلافه، وقد يخسر الابن والديه، وقد يكون الموضوع بسيط للغاية، ويحتاج إلى تروي وتفهم وإيثار للنفس، حتى تخرج من المشكلة بهدوء.

وعلى الأبناء الإحسان إلى والديهم بعد الموت؛ بالدعاء لهما، والاستغفار، والصدقة عليهما، وصلة وإكرام أصدقائهم، قال الإمام أحمد رحمه الله: "من دعا لهما في التحيات في الصلوات الخمس فقد برهما، ومن الأفضل أن يتصدق الصدقة، ويحتسب نصف أجرها لوالديه ".

وعلى الوالدين أن لا ينسيا دورهما في إعانة أولادهم على برهما، قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما".

أيها الأخ الكريم! يا من فقد والديه، أو إحداهما، إنهما في قبرهما يحتاجان منك دعوة صادقة، أو صدقة جارية، أو استغفار لهما، فلا تلهيك الدنيا عن برهما بعد موتهما، ولا تنسهما في كل صلاتك.

ويا أيها الأخ المنعم بوجودهما في حياتك جاهد نفسك على برهم، واَلزم أقدامهما فإن الجنة تحتهما، فاتق الله فيهما، وأحسن صحبتهما، وأَثِرهم على نفسك، وولدك، ومالك، وزوجتك.

أعاننا الله وإياكم على بر وَاَلِدَينا.

وإلى لقاء آخر بإذن الله.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مؤمن محمد صلاح

كاتب مصري

  • 2
  • 0
  • 3,533

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً