الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ
كيف آثروا الكفرَ على الإيمان؟! ونسبُوا له الصاحبةَ والولدان؟!
إلهي، وخالقي، ما أوسعَ رحمتَك.
سياقٌ بديع ولا أروع ، في سورة المائدة؛ فتأمَّل.
الآيات الثانية والسبعون، والثالثة والسبعون، والرابعة والسبعون، وكأنك تقرأها للمرة الأولى في حياتك!
الآية [72]؛ يقول الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}.
ثم يُتبعها ربنا بالآية [73] فيقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}.
ثم تأتي الآية [74] في سياقٍ بديع؛ تعجز الأقلام عن وصفه، والمِداد عن رسْمه: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
فانظر!
كيف آثروا الكفرَ على الإيمان؟! ونسبُوا له الصاحبةَ والولدان؟!
ثم هو يَدعوهم ويُقرِّبهم: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة:74].
فلا تيأسنَّ لعصيانك، ولا تقنطنَّ لخِذلانك.
فرحمتُه سبقَت غضبَه، وعفوُه سبقَ مؤاخذَته.
كتبَ على عرشه: «البخاري؛ برقم:7554).
» (صحيحولله دَرُّ القائل:
لمَ لا يُرجَى العفوُ من ربِّنا .:. وكيف لا يُطمعُ في حِلمِهِ
وفي الصحيحينِ أتى إنَّه .:. بعبدِه أرحمُ من أمِّهِ
فأقبِلْ عليه يُقبل عليك، وادْنُ واقترب ولا تخَف، إنك من الآمنين.
- التصنيف: