تعريف الرّبا وحكمه

منذ 2015-01-07

الرّبا من أكبر الجرائم في الشريعة الإسلامية وجاء الوعيد الشديد في من يرتكب جريمة الربا وفي هذا المقال يتم شرح خطر الربا بشكل ميسر من القرىن الكريم والسنة النبوية.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

تعريفه: لغة: 
هو مصدر ربا يربو إذا زاد ونما، فهو بمعنى الفضل والزيادة والنماء، ومنه قول الله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} [الحج:5]؛ أي: ارتفعت وزادت عمَّا كانت عليه قبل نزول الماء، وقال الله تعالى: { أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} [النحل:92]؛ أي: أكثر عددًا وقوة، وقال  الله سبحانه: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة:276]؛ أي: يضاعفها ويباركها.

اصطلاحًا: عُرِّف بتعاريف مختلفة:
قال الحنفية: هو الفضل الخالي عن العِوَض بمعيار شرعي بشروط لأحد المتعاقدينِ في المعاوضة (حاشية ابن عابدين [4/184]).

وقال المالكية والشافعية في تعريف الربا: هو عقد على عِوَض مخصوص، غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع التأخير في البدلين أو أحدهما (القوانين الفقهية 164، مغني المحتاج [2/21]).

وقال الحنابلة: هو الزيادة في أشياء مخصوصة (كشاف القناع [3/251]).

حكمه:
الرّبا محرَّم في جميع الشرائع السماوية، وجاء تحريمه في الإسلام بأدلة قاطعة من القرآن والسنة والإجماع.

فمن القرآن، قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:130]، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة:278-279].

فظاهر ارتباط النهي في هذه الآيات بالتحذير والوعيد الشديد والإعلام بالحرب من الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم  على المُرَابِين دليلٌ قاطع على حرمة الربا، وعلى عظم مفاسده ومضارِّه على الناس من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.

ومن السنة أحاديث كثيرة، نختار منها:

«اجتنبوا السبع الموبقات» وعدَّ منها «أكل الربا»؛ (متفق عليه).

«لعن الله آكلَ الرِّبَا ومؤكلَه وشاهدَيه وكاتبَه»؛ (متفق عليه).

• وروى الدارقطني عن عبدالله بن حنظلة أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال: «لَدِرهمُ ربًا أشدُّ عند الله  تعالى  من ستٍّ وثلاثين زنيةً في الخطيئة».

• ولقد أجمعت الأمة على أن الربا محرًّم وقال الماوردي: "حتى قيل: إنه لم يحلَّ في شريعة قط"؛ لقول الله تعالى:   {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ} [النساء:161]؛ يعني في الكتب السابقة (انظر: المهذب [1/270]، المغني [4/1] ).

 

الحسين بن محمد الشواط  وعبد الحق حميش

 

  • 12
  • 5
  • 40,051

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً