إحياء - (72) سُنَّة صيام ثلاثة أيام في الشهر
ما أعظم عبادة الصيام! جزاؤها عظيم، ويباعد بيننا وبين النار؛ لذلك عَلَّمنا رسول الله سُنَّة بسيطة؛ وهي سُنَّة صيام ثلاثة أيام فقط من كل شهر..
ما أعظم عبادة الصيام! ويكفي في وصف قيمتها أن الله عز وجل قد اصطفاها من بين كل العبادات ليجعل جزاءها فريدًا عن بقية العبادات؛ فقد روى البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « ».
وقد جعل الله عز وجل الصيام مُباعِدًا بين العبد وجهنم بدرجة لا يتخيَّلها أحد؛ فقد روى مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «
».وقد أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا هذا البعد الهائل عن النار، فعَلَّمنا سُنَّة جميلة بسيطة يمكن لأكثر المسلمين أن يقوموا بها بغير عناء كبير؛ وهي سُنَّة صيام ثلاثة أيام فقط من كل شهر؛ فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: « ».
وحدَّد هذه الأيام الثلاثة في رواية الترمذي -وقال الألباني: حسن صحيح- عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه فقَالَ: « ».
ومن الفضل العظيم أن يجعل الله عز وجل أجر صيام هذه الأيام الثلاثة في الميزان كأجر صيام الشهر كله، ولو كرَّرها المؤمن كل شهر كان له أجر صيام العمر كله؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160] اليَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ.
»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: {فلْنلتزم جميعًا بهذه السُّنَّة الرائعة، ولْيكن عَزْمُنا كعزم أبي هريرة رضي الله عنه حين قال: "لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ".
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
- التصنيف:
- المصدر: