خاطرة وومضة: مثل النحلة
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ النَّحلةِ»، فما وجه الشبه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « » (حسنه الألباني في صحيح الجامع:5746).
فما وجه الشبه؟
« »: يختار المؤمن من الأقوال أحسنها ويعمل بها -ينزه سمعه عن الفحش- يغض بصره فلا يطلق نظره باشتهاء ما في أيدي الآخرين.. وغير ذلك من طيب المدخلات عبر الجوارح إلى القلب..
« »: يعني لا يتكلم إلا بالكلمة الطيبة يقول خيرا أو يصمت، إذا تكلم يقول القول في موضعه وينثر فوائده في كل حرف كلامه، منزه عن اللغو وما يماثله..
إذا مشى تخير طيب المكان في سيره وقصده، وإذا جلس كان مجلسه ذكرًا، أو لا يخلو من نية حسنة..
بل إن ما يمر في قلبه لا يقبل منه إلا الطيب، فمخرجات قلبه وجوارجه موزونة بالشرع، وما وُزن بالشرع فهو طيب.
« »: خفيف ظريف لطيف القول والفعل، لا يتدخل فيما لا يعنيه ولا يسأل عما لا ينفعه في آخرته، حيثما وُجد فوجوده معطَّر، وإذا غاب لم يفقتد في مأثم أو مغرم ولا يفقده إلا المستشرفون لمن يذكرهم بالله، هذا وجه الشبه بحسب الحديث.
لكن بعض الناس يتشبهون بالنحل في أمر غير مطلوب ولا محبوب: (زنانة) فتجد هؤلاء فيهم من الإلحاح والثقل والصخب ما ينفر، (ثقيلة الروح) إذا دخل مكانًا أخلاه الناس رعبًا من هجمته، إذا لدغت أوجعت وتركت أثرًا لأيام، فتجد من الناس من إذا تكلم أوجع وآذى وتحرى جرح غيره..
وقد يؤذي نفسه مثل النحلة إذا لدغت قيل (تموت)، فهو يميت قلبه ولكن لا يبالي في سبيل إيذاء الآخرين، والانتقام لنفسه وشفاء غيظه بحق وبغير حق، كن كالنحلة فيما فيها من خير، ولا تكن كالنحلة فيما يخشاه الناس منها..
وإياك أن يقال: "يا نحل لا تلدغنا.. ولا نريد منك العسل"!
- التصنيف: