أتدرون ما الإيمان - (4) ترك الطاعات

منذ 2015-01-14

تكلَّمْنا عَن نُقصانِ الإيمانِ بالمَعاصِي والذُّنوبِ، ولا شكَّ أنَّ تركَ الطَّاعاتِ يَدخُلُ في هذا المَعْنَى ويُقلِّلُ إيمانَكَ.. بلِ الأصحُّ أن يُقالَ كَيفَ ستَبْنِي إيمانَكَ إنْ لَمْ تَتَزوَّدْ لهُ بالطّاعاتِ؟! وَيَظلُّ الإيمانُ ينقُصُ وينقُصُ حتّى لَوْ كُنتَ تعمَلُ أعمالًا صالحةً.. فإذا اعتَبَرتَ قلبَكَ تِرسًا في آلةٍ ثُمَّ إنَّكَ طَفِقْتَ تَضَعُ عليهِ أنواعًا مَنَ الموادِّ الّتي تُفسِدُ هذا التّرسَ الكبيرَ حتَّى صارَ ناعِمًا لا يُقيمُ باقِي التُّروسِ؛ فهَلْ تظُنُّ أنّهُ يدورُ؟!

تكلَّمْنا عَن نُقصانِ الإيمانِ بالمَعاصِي والذُّنوبِ، ولا شكَّ أنَّ تركَ الطَّاعاتِ يَدخُلُ في هذا المَعْنَى ويُقلِّلُ إيمانَكَ..
بلِ الأصحُّ أن يُقالَ كَيفَ ستَبْنِي إيمانَكَ إنْ لَمْ تَتَزوَّدْ لهُ بالطّاعاتِ؟! وَيَظلُّ الإيمانُ ينقُصُ وينقُصُ حتّى لَوْ كُنتَ تعمَلُ أعمالًا صالحةً..

فإذا اعتَبَرتَ قلبَكَ تِرسًا في آلةٍ ثُمَّ إنَّكَ طَفِقْتَ تَضَعُ عليهِ أنواعًا مَنَ الموادِّ الّتي تُفسِدُ هذا التّرسَ الكبيرَ حتَّى صارَ ناعِمًا لا يُقيمُ باقِي التُّروسِ؛ فهَلْ تظُنُّ أنّهُ يدورُ؟!

قالَ حُذيفَةُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: «تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ كالحَصيرِ عودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ سوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنكَرَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ بيضاءُ حتّى تصيرَ على قلبَينِ؛ على أبيَضَ مثلَ الصَّفا، فلا تضُرُّهُ فِتنةٌ ما دامَتِ السّماواتُ والأرضُ، والآخرُ أسودُ مِربَادًا، كالكُوزِ مَجخِيًّا لا يَعرِفُ معروفًا ولا يُنكِرُ مُنكَرًا إلّا ما أُشرِبَ مِن هواهُ» (رواهُ مُسلمٌ).

فإذا استَمَرَّ إيمانُكَ في النُّقصانِ فلَنْ تَجِدَ فِي قلبِكَ إقبالًا على الطّاعةِ..
تصيرُ طاعَتُكَ ثقيلةً، عِندَها توقَّفْ، وكَنْ حازِمًا مَعَ نفسِكَ، لا تَتْرُكْها تستمرُّ في خِداعِكَ..
توقَّفْ وَتَساءَل: مِن أينَ أُتيت؟ فإذَا لَمْ تَجِدْ جوابًا واحْتَرْتَ مِن كثرَةِ المَعاصِي فتَوَقَّفْ وارْفَعْ يَدَيْكَ إلى اللهِ وسَلْهُ أن يَغْفِرَ لكَ ما تعْلَمُ وما لا تَعْلَمُ وما هَوَ سُبحانَهُ بِهِ أعلمُ..

وأَكثِرْ مِنَ الاستغْفارِ وانْتَبِهْ حتَّى تَستَيقِظَ مِنْ غَفْلَتِكَ هذهِ، فإذا قرَّرْتَ ذلكَ، وكُنتَ حازِمًا مَعَ نفسِكَ فراقِبْ أعمالَكَ الظّاهرةَ والبَاطِنةَ، ولا تظُنَّ في نفْسِكَ خيرًا ولا تَثِقْ فِيها فإنَّها تتقلَّبُ في الهَوَى، وإِذا كانَ الخَليلُ إبراهِيمُ عليهِ السّلامُ خافَ على نفسِهِ الشِّرْكَ فقالَ: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم من الآية:35]، يَسْألُ السّلامةَ ويخافُ أن يَعْبُدَ الأصنامَ ويُفْتَنَ بِها، وهُوَ الّذي حطَّمَها وأُلْقِيَ في النّارِ بِسَبَبِ ذلِكَ! فكَيْفَ بِنَا ونحنُ المَساكينُ الّذينَ نتخبَّطُ في الأهواءِ؟!

فهذَا هُوَ الإيمانُ، فكَيْفَ بِضِدِّهِ وهُوَ الكُفْرُ والشِّرْكُ؟!
ما هُوَ الكُفْرُ وما هُوَ الشِّركُ؟! 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 3,416
المقال السابق
(3) كيف ينقص الإيمان؟!
المقال التالي
(5) نقِّي ثوبَ التوحيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً