انزعها من قلبك رويدًا
الزهد في الدنيا لا يعني إهمال عمارة الأرض، والسعي لرفعة الأمة، وإقامة دولة الإسلام، والسعي لتقدمها، شريطة أن يكون كل ذلك لله.
من علامات مرض القلب؛ حب الدنيا، ونسيان الآخرة، ومن علاج هذا الداء؛ تذكر الموت، والدار الآخرة، وتدبر آيات الآخرة، والوعد بالجنة، ونعميها، والوعيد بالنار، وأهوالها، وزيارة القبور؛ لتذكرنا بمآلنا، ومآل من سبقونا، ليبدأ القلب شيئًا فشيئًا يزهد في دنيا فانية، ما هي إلا جيفة، تتعاورها الكلاب.
قال ابن القيم رحمه الله: "من عشق الدنيا؛ نظرت إلى قدرها عنده؛ فصيرته من خدمها وعبيدها، وأذلته، ومن أعرض عنها؛ نظرت إلى كِبر قدره؛ فخدمته وذلت له".
عن أبي سعيد الخدري؛ قال: «
» (رواه مسلم).وعن المسور بن شداد؛ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «
وفي الحديث (الصحيح): « ».
قال ابن القيم: "الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين، وليس لهم حط عن رحالهم إلا في الجنة أو النار، والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة، وركوب الأخطار، ومن المحال عادة أن يطلب فيه نعيم ولذة وراحة إنما ذلك بعد انتهاء السفر، ومن المعلوم أن كل وطأة قدم أو كل آن من آنات السفر غير واقفة ولا المكلف واقف، وقد ثبت أنه مسافر على الحال التي يجب أن يكون المسافر عليها من تهيئة الزاد الموصل، وإذا نزل أو نام أو استراح فعلى قدم الاستعداد للسير".
- ملحوظة: الزهد في الدنيا لا يعني إهمال عمارة الأرض، والسعي لرفعة الأمة، وإقامة دولة الإسلام، والسعي لتقدمها، شريطة أن يكون كل ذلك لله، يقول تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163].
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: