بين التابع و المتبوع - (5) خصائص أهل الباطل
الكل يتهرب، والكل يبيع، ولا أحد منهم ينفع صاحبه، ولا تابعه، أو متبوعه، لو أنهم يعقلون ويتذكرون.
والخسة والنذالة؛ من خصائص أهل الباطل، خصوصًا أولئك المتبوعين والرؤوس
وإن تَبَرأهم ممن اتبعوهم على الضلال، يعد من أبرز خصالهم، التي يتكرر ذكرها في القرآن، وما خطبة إبليس في جهنم؛ إلا نموذجًا لتلك الخسة والنذالة: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} [إبراهيم:22].
أنتم السبب
لا شأن لي بكم!
لم أجبركم على شيء
ما كان إضلالي لكم إلا دعوة ووسوسة في الصدور!
أنتم الملامون!
أنتم من استجبتم!
هكذا يتهرب، وهو رأس الكفر في الدنيا، ومفتتح باب الضلال، وكذلك يبيعهم في ذلكم الموطن العصيب، تمامًا كما باعهم تلامذته؛ من شياطين الإنس المتبوعين حين: {بَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} [إبراهيم:21].
الكل يتهرب، والكل يبيع، ولا أحد منهم ينفع صاحبه، ولا تابعه، أو متبوعه، لو أنهم يعقلون ويتذكرون.
- التصنيف: