(8) وإنه لذلة للتابع، وفتنة للمتبوع
محمد علي يوسف
وما أراه أن التطبيل المتبادل سبب تلك الضوضاء المعاصرة، والصخب الذي تواري خلف سحائبه كل صوت عاقل، خوفًا من كونه نشازًا بين نغماته المنافقة، وطبولها المداهنة للتابع والمتبوع.
- التصنيفات: قضايا إسلامية -
والعلاقة بين التابع والمتبوع أحيانًا تكون تكافلية متبادلة
وذلك يظهر جليًا في مداهنة المتبوع لأتباعه، والقائد لمحبيه، في مقابل تهليلهم له، وتطبيلهم لكل أفعاله، ومواقفه، وخياراته.
وكم لمست ذلك بنفسي؛ حين أرى وأسمع من بعض المبرزين، المتصدرين؛ مواقف وآراء، تخالف تمامًا ما يعلنونه، خشية إغضاب اتباعهم، بل -أحيانًا-تجدهم يطبلون لنزق أتباعهم، كما يطبل الأتباع لروعة حكمة المتبوعين، وإبهار حنكتهم وفراستهم.
والحقيقة أنني لا ألحظ فارقًا كبيرًا بين إيقاع الطبلتين.
تعدد المطبلون، والإيقاع واحد.
وما أراه أن التطبيل المتبادل سبب تلك الضوضاء المعاصرة، والصخب الذي تواري خلف سحائبه كل صوت عاقل، خوفًا من كونه نشازًا بين نغماته المنافقة، وطبولها المداهنة للتابع والمتبوع.
وما أصدق وصف عبد الله بن مسعود؛ لذلك الحال؛ حين رأى قومًا يسعون خلفه، معظمين ومتبعين، فقال: "وإنه لذلة للتابع، وفتنة للمتبوع".