(17) شكر الفضل، والتقيد به
محمد علي يوسف
وإن الحر يستخلص تمام حريته من استغنائه عن الخلق، وافتقاره -فقط- إلى مولاه، فهو وحده صاحب الفضل الكامل، والمنّ التام، والإنعام المطلق، فسبحان الكريم المنان.
- التصنيفات: قضايا إسلامية -
وفارق كبير؛ بين شكر أصحاب الفضل، والامتنان لصنيعهم، والاعتراف بفضلهم، وبين التقيد بهذا الفضل، والانكسار له.
وإن من أثقل القيود؛ التي تُكبل الإنسان؛ وتُلجم فكره؛ ولسانه؛ وتحجم قلمه؛ وتكبح حريته؛ قيد المِنَّة والفضل، الذي يسديه إليه غيره.
ولقد كان الأحرار -دومًا- يحرصون على ألا يسألوا الناس شيئًا، وألا ينتظروا من أحد منًّا، ولا فضلًا.
ولذا كان إصرار أعظم من حرروا البشرية؛ من آصار الذل والعبودية لغير رب البرية؛ أن يعلنوها واضحة جلية: "وما نسألكم عليه من أجر، ولا نسألكم عليه مالًا".
وإن الحر يستخلص تمام حريته من استغنائه عن الخلق، وافتقاره -فقط- إلى مولاه، فهو وحده صاحب الفضل الكامل، والمنّ التام، والإنعام المطلق، فسبحان الكريم المنان.