كَشفُ الحِجابِ عن أعادي الحِجابِ
أنْ يُحاربَ الحِجابُ في فرنسا أو ألمَانيا أو في غيرِهِما مِن بِلادِ الكفرِ أمْرٌ معقولٌ، ولا يبعثُ لهيبَ الدهشَةِ أو غيرَها، فلِكلِّ حضارةٍ أن تحمِيَ كينونتها من شِعاراتٍ، أو عادات دَخيلةٍ، لكنْ أنْ يُعادى الحِجابُ في أرضِ الإِسلامِ التِي هيَ أرضُهُ، فهذا الذي يرمينا إلى وادٍ سحيقٍ منَ العَجَبِ، ويُلقينَا إلى لُجَّةِ بحرٍ من الدَهشَةِ و التساؤلِ.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: أنْ يُحاربَ الحِجابُ في فرنسا أو ألمَانيا أو في غيرِهِما مِن بِلادِ الكفرِ أمْرٌ معقولٌ، ولا يبعثُ لهيبَ الدهشَةِ أو غيرَها، فلِكلِّ حضارةٍ أن تحمِيَ كينونتها من شِعاراتٍ، أو عادات دَخيلةٍ، لكنْ أنْ يُعادى الحِجابُ في أرضِ الإِسلامِ التِي هيَ أرضُهُ، فهذا الذي يرمينا إلى وادٍ سحيقٍ منَ العَجَبِ، ويُلقينَا إلى لُجَّةِ بحرٍ من الدَهشَةِ و التساؤلِ.
أَكُلُّ الأُمَمِ والحضاراتِ تُحافِظُ وتُنافِحُ عن مُقَوِّمَاتها مَهما كان حُسْنُها أو قُبحُها إلاَّ نحنُ؟!
كانَ اللهُ معَ الحِجَاب، فقدْ تعدّدَت الجَبهات الداخلية المُعادِيةُ لَهُ، وتكاثرَ دُعاةُ التحررِ في الأقطارِ والأمصارِ، ففي كل نادٍ أثرٌ لثعلبة، وتَداولُوا الأَدوارَ بينَ خُبْثِ سياسةِ داهية، أو شَدِّ سوطِ زَبَانِيةِ.
ومِن أشدِّها إيلاما وعارا ما كانَ في تُونس، حتَّى بَكَتِ القيروانُ يومًا كانت فيه قِبْلَةً يَفِدُ إليها العلماء والطُّلابُ من كل وادٍ وفَجٍّ، وبدأتْ بوادِرُ الخوفِ من أن يَستَحكِمُوا أَمرَهَم بَعدَ أنْ تَسلَّلُوا إلَى جزيرةِ العربِ خاصّةً إلَى السعُودِيَّة، وهِيَ عِندَهُم مِن أَهَمِّ الجَوْلاتِ الحاسمةِ.
زِدْ عليهِ أَنَّهُ غَاضَنَا مِنْ حَالِ بَعضِ أَخَواتِنا العَانياتِ المقهُوراتِ فيِ مُجتمعَاتِهِنَّ المُتغَرِّبَةِ، وحُرِمْنَ حتَّى قطعةً مِن قماشٍ يرتَدينَهَا، وما ذنبُهُنَّ إلاَّ أنَّهُنَّ أَرَدْنَ أن يَشِبَّنَّ على طاعَةِ اللهِ ورسولهِ، وما مَلَكْنَ إلاَّ دُموعًا يذْرِفنَها، ولو جَمعنَاهَا وسَقَينا بها صحراءً كصحراءِ الجزائرِ لأَنبَتَتَ الخَيزُرانَ.
فكانَ منَ الواجبِ أن تَتَعاطَفَ الأرحامُ، وتَتَآزَرَ الأقلامُ، ولِنَقِفَ صفًّا واحدًا لا يُرقَّعُ بالكُسالَى المَخذولينَ، فَنَكشِفَ الحِجَابَ عنْ أعادي الحِجابِ لنُجلِّيهِم، ونرفع اللِّثامَ عن مُبْتَغِي الآثامِ لنفضَحَهُم، فَهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَخلَعُوا حِجَابَ المُسلِمَةِ؛ لِيكشِفُوا عَورَتَهَا، فَوَاجِبُنَا أنْ نَكشِفَ حِجَابَهُم؛ لينكشِفَ عَوَارَهُم.. وَلِنرفعَ الضََّيْمَ عن أخواتِنا المُؤمِنات، فإنَّ الصَّمتَ في حَرَمِ الآلامِ عُدوان، ولِنحرِسَ الفَضيلةَ بالبراهِينِ والحُجَج وكذا بالأرواحِ والمُهَج، وَما أحْوَجَ الغَيْرَة إلى غيرةٍ أُخرى نَصُونُ بها بيضة الغيرة الأولى.
إنَّ الإسلامَ بِحِكمتِِهِ وشُمولِيتهِ جاءَ بأُصُولِ الفضيلةِ وَبواعِثِها المُفْضِيَةِ إِلَيْهَا، ورَفَضَ أُصُولَ الرَذِيلَةِ وَدَوَافِعِهَا وإنْ دَقَّتْ، وَلو كأنْ تضربَ المرأةُ رجلَها لِيُعلَمَ مَا تُخفي مِن زِينَتِها، وهُو في كلِّ ذلكَ عدلٌ ورحمةٌ بالمجتمعاتِ، وصَوْنٌ لها من التفكُكِ و الشَتاتِ.
وَلِلِباسِ المُسلمة حَظْوَةٌ كبيرةٌ مِن التشرِيعِ، فقدْ خَصَّهُ الله في الكتابِ بآياتٍ مُحكماتٍ مِن سورتَيْ النُور والأحزابِ، وذلكَ أنَّ المرأةَ في الإسلامِ مُعَزَّزَةٌ مُكَرَّمَةٌ بما لم يُكرِمْ دِينٌ غيره نساءه، فالمرأةُ فيهِ نُورٌ يُضاهِي الشَّمسَ في وَضَاءَتِهَا.
أَلَمْ تَرَ أنَّ النَهارَ الأبْلَجَ يأتي بعدَهُ ليلٌ ساجٍ يستُرُهُ؟!
فأينَ دُعاةُ التَحَرُّرِ مِن النُّورِ الذي جَاءَ مُبيَّنًا فِي سورةِ النُّورِ؟!
وما جاءُوا إلَى الآن إلاَّ بأقوالٍ عارِيةٍ مِنَ الحُجَجِ، أفْظعَ مِن العُرْيِ الذِي يَرُومُونَه، فلذلكَ طُمِست أَعيُنُهم عنِ النُورِ، فلاَ يَرَوْا إلاَّ الظلامَ الدامسَ في سرادِيبِهِم،.. وقدْ صدقَ وبَرَّ مَنْ قالَ عَنهُم: دُعاةُ التَحرُرِ، قد نبّأنا اللهُ منْ أخبارِكُم.
إِيْ واللهِ، فقد جاءتْ أخبارُهم كالشَّمسِ في رَابِعَةِ النَّهَارِ في غَيرِ مَا سُورةٍ مِن القُرءانِ كالتَوبَةِ والمُنافِقِينَ، وتَشَابَهَ آخِرُهُم بأوَّلِهِم: (... هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون: 4]، أمَا وإنَّهُم مَدفوعونَ بلا أجْرٍ، واختاروا لأنفُسِهِم أنْ يَكُونوا يَدا آثمةً للأعداءِ، فويلٌ لها من يدٍ، وويلٌ لنا إنْ لمْ نفْضَحْهُم ونُبالِغ فِيهِ، فإنَّهم أرادوا إنزالَ المرأةِ مِن درجات العُبوديَّة إلى دَرَكَاتِ الحَيوانِيَّة، فَبَشِّرْهُم بنزولٍ إلى دَرَكاتِ نَارٍ لَظِيَّةٍ.
أرادُوا للمرأَةِ أنْ تكونَ متاعا يُباعُ و يُبْتَاعُ، ويُستَبْدَلُ ويُكْرَى، ويُرْمَى إذا هُوَ يَبْلَى، وَيُقْبَرُ فَلا يُبْكَى.
أرادُوهَا زوجةً بلا صَدَاق، سَبِيَّةً بِلا عَتاق، مُعلَّقَةً بلا إِحسانٍ ولاَ طَلاَق.. فَسَعَوْا بِكُلِّ مَا مَلَكُوا مِنْ مُقَوِّمَاتِ الشرِّ؛ لِينزِعُوهَا مِنْ حِمَى الخِدْرِ بَعْدَ أنْ أَحْكَمُوا علَى العُقُولِ بِسُمِّ التَخديرِ، مُجْلِبِينَ بِخيلهم وأَرجُلِهم وأَصوَاتِهِم ليقولوا كلمةً سواء بينَهم: "نُريدُ امرأةً بلا حِجاب، مُتَنَكِرَّةً لِهَدْيِ الكِتابِ".
ولَوْ أغَمَضَ أَحَدُهُم عَيْنَيْهِ ورَمَى يَدَهُ فلا بُدَّ أنْ تَرجِعَ إِليه بامرأةٍ يلهُو بِها ويَلعَبُ.
ففي جدِّهِم يَقولوا: نُريدُ تَحريرَ المرأةِ، وما أردنا إلاَّ خيرًا وَإِصلاحًا.. فبِاللهِ عليكُم مَتَى عَلِمتُم أنَّ إِبليسَ يَأمُرُ بالمَعرُوف وينهى عن المنكر؟.
ألَمْ يَعلموا أنَّ التَحَرُرَ الحَقَّ هُو الذي جاءَتْ بِهِ الشريعةُ، التِّي حَرَّرَت الإنسانَ مِنْ دَاعيَةِ هواه وأخرجَتهُ مِنْ ضِيقِ أَغْلالِ التَحرُرِ البَهيمِي إلى سَعَةِ العُبودية البشرية؟.
غَيْرَ أنَّ العُقلاءَ أَدرَكوا مَا وَراءَ الأَكَمَةِ مِنْ إِشاعةِ الوَهَنِ، وإثارةِ الفِتَنِ، فدُعاةُ التَّحَرُرِ المَوْهُومِ عرفُوا مَواقِعَ النُّفُوسِ ومَداخِلَها، وابتَزُوا الضَّمَائِرَ بالشَهَوَاتِ الحِسِيَّةِ والمَعْنَوِيَّةِ، وَفَتَحُوا أَبوابَ الشَرِّ بِتيسيرِ سُبُلِ الرذيلةِ، وقُطْبُ مِحورِهم عَقلُ المرأةِ التِّي هِيَ مِن أنْكَى أَسْلِحَتِهِم، وَمِنْ سُوءِ حَظِّنا أنَّ الغَوَاني يَغُرُهُنَّ الثَنَاءُ، فَبِذلكَ نَالُوا نَصيباً أوفرَ مِن مُبتغاهُم في زمنٍ أقصر.
وَعِنايتُهُم بالمرأةِ جاءتْ بعدَ أنْ فَشِلُوا في هَدِّ تَماسُكِ المُجتمعِ الإِسلامِيِّ بِوَأْدِ هِمَمِ الرِجالِ، فَعَلِموا أنَّهُم أمَامَ جَيشٍ آخرَ قائمٍ بذاتهِ، وَالأدْهَى أنَّهُ مَنْبَتَةٌ وَمَزْرَعَةٌ لِجُيُوش أُخرَى، فكُلُّ شِبْل أو لَبُؤَةٍ في الإسلامِ هُوَ خِرِّيجُ رَحِمِ امرأةٍ مُسلِمَةٍ قابِضَةٍِ على دِينِهَا، فانتَقَلَت الحَربُ مِنَ الخَارجِ إلىَ مَا وَراءَ الجُدُرِ، وَتَبعُوا سِياسَةَ الأَرضِ المَحرُوقَةِ، التِّي تَعْنِي إنْ أَرَدْتَ استعبَادَ شَعْبٍ فَعَليكَ بِحَرْقِ الأرض التي يَقتاتُ مِنها لِتَجويعِهِ، وَمِنْ ثَمَّ استعبادِهِ، فَهُم اليَومَ يَعكِفُونَ عَلى حَرْقِ أَرْضِنَا وَحَرثِنَا -أيْ النساء لقوله - تعالى -: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ..) - حتَّى لا نجدَ ما نتقوَّى بِهِ عليهِم، فإنْ زَرَعنا فلا يُنْبُتْ، وإنْ نَبَتَ فَنَبْتٌ لا يُسمِنُ ولا يُغْني من جوعٍ.
وفي هَزلِهِم المخلوطِ بالجدِّ يَتَناولُونَ الشَريعَة تارَّةً بالتمييعِ، فيُناقِشُونَ مثلاً أدلَّةَ الحِجَابِ مُناقشَةً تهريجِيَّةً، وبالتَشْكِيكِ واللَّمْزِ تارَّةً أُخرَى، ولَا يَفُوتُهُم في ذَلكَ تَنَاوُلُ العُلماءِ بالعَيْبِ والثَلَبِ، وقدْ وَصَلَ بَعْضُهُم إلَى أنْ قَالَ في سِياقِ هَزْلِهِ أنَّ النَظَرَ إلَى امْرأَةٍ جَرْدَاءَ عَلَى شَاطِئِ البَحرِ هُوَ مِنْ قَبيلِ نَظَرِ التَفَكُرِ في جَوْدَةِ حِبْكَةِ المَصْنُوعِ الدَّالِ عَلَى عَظَمَةِ الصَّانِعِ.. فويلٌ للأَفَكَةِ الأَثَمَةِ: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ) [التوبة: 65 -66].
ولا يَفْتَأُ الإِعْلامُ المَخذُولُ في تَلْميعِهِم وتقْدِيمِهِم، وإِعَانَتِهِم لِتَشْكِيكِ الأَجْيَالِ في ثَوابِتِهَا وَمُعْتَقَدِهَا السَّلِيمِ بِإِثَارَةِ الجَدَلِ حَوْلَهَا، كأنْ تَكْتُبَ صحيفةٌ كعنوانٍ رئيسِي لها: "هل الحجاب رمز أو تدين؟ " وَيَجلبوا مَنْ لا يُعْتَدُّ بِوِفَاقِهِم، فكيف بِخِلافِهِم، فَيُوهِمُوا وكأنَّ في المَسْأَلَةِ نقاشٌ حادٌّ، وتنازعَ فيها أرْبَابُ الفِكْرِ.
وَقَدْ عَهِدنَا كُلَّ هَذَا مِنَ الإِعْلَامِ الهَالِكِ مِنْ تَلْمِيعِ البَاطِلِ مَعَ ظُلْمَتِهِ، وَتَهْوِينِ الحَقِّ معَ وَضَاءَتِهِ، ولوْ نَطَقَ أهْلُهُ لَقالوا شِرْذِمَةٌ قليلون.
وقَدْ هَالَنَا أَنْ نَسْمَعَ نِداء نِسْوِياً مِنْ الأراضي المقدسة يَنْبَحُ بِنُبَاحِهِم، فَكَرِهْنَا قَاسم أمين رجلاً كَانَ أَو امرأةً.
وَيْكَأَنَّ الشَاةَ التي تَرعَى طَليقَةً فِي فَسِيحِ الرِّحَابِ لَم تَتَّعِظ بالشاةِ المَذْبُوحَة في المُجتَمَعاتِ المُتَغَرِّبَةِ!، ولاَ بِالشَاةِ المَسلُوخَةِ في المُجتَمَعَاتِ الغَربِيَّةِ، وَلَا جَرَمَ أنَّ الدَّورَ القَادِمَ هُوَ للطليقَةِ أنْ تُذْبَحَ، وللمذبوحةِ أنْ تُسلخَ، و الله أعلم ما يُفعل بالمسلوخةِ!. و لتَعلمُنَّ نَبَأهُ بعدَ حين.
فأيْنَ العُقولُ التِّي تَنظُرُ بِنورٍ فتتلمَّحُ العواقبَ والمآلاتِ؟!
وإنِّي فِي الخِتامِ لا أدَّعِي أنِّي قدْ كَشَفْتُ كُلَّ مَا عندَهُم فَأخْرِقَ دَعْوَتَهُم، ولا أنِّي فَنَّدْتُ شُبُهَهُم، فلنْ أَبْلُغَ طُولَ مَكْرِهِم الذي يَمْكرونَهُ باللَّيلِ والنَّهَارِ، ولكنَّها سطُورٌ؛ لتنبيهِ المُؤمناتِ الغافلاتِ، فإنَّا نُريدُهُنَّ كذاتِ النِطاقِ لا كذواتِ العُشَّاقِ، وَلَوْ استدعَى الحَالُ مِنْ إحداهِنَّ أنْ تَشُقَّ نِطَاقَهَا فَوَاحدٌ لِزَادِ المُهاجِرينَ إلَى اللهِ، والآخَرُ لِحِشْمَتِهَا وَسِتْرِهَا، وَمنْ كانتْ تَسير في خفَارَةِ الحَقِّ فلا تسْتَوْحِشَنَّ الطَريقَ، ولا تَلْتَفِتَنَّ إلى مَوكِبِ المُنْخَذِلاتِ، وعَسَى أنْ تكونَ سُطوري شافيةً بَعض الشَّيءِ حتَّى يُكَفْكِفَ الحيرانُ دُمُوعَهُ، فإنِّي وَدِدْتُ لَوْ كانَ قَلمي الذي بَيْنَ أَنامِلي صَارمًا بِكفِّي لأجْعَلَهُ في نُحُورِ ألسنةِ أعادِي الحِجاب، ثُمَّ أَقْطَعُها وأرْمي بها طعْمَةً للكلاب، وَلَا تَثْريبَ عليَّ بَعدَهَا وَلا عِتاب، سائلاً ربِّي حُسْنَ المَثَابِ وصِدْقَ المَتَابِ...
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله البَرِّ التَّوابِ.
زكي التلمساني
- التصنيف:
- المصدر: