هم يتجملون أيضا .. ولكن لماذا ؟
حينما يتم الحديث عن عيادات التجميل توضع النساء لوحدهن في قائمة سجلات المراجعين فهن من يبحثن عن الجمال وهن من يتمحور تفكيرهن حول مثل هذه القضايا بينما يتثنى الرجال من هذا الموضوع إلا أن الحقيقة تقول غير ذلك.
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
حينما يتم الحديث عن عيادات التجميل توضع النساء لوحدهن في قائمة سجلات المراجعين فهن من يبحثن عن الجمال وهن من يتمحور تفكيرهن حول مثل هذه القضايا بينما يتثنى الرجال من هذا الموضوع إلا أن الحقيقة تقول غير ذلك.
إذ يؤكد دكاترة واستشاري جراحات التجميل أن النسبة الكبرى من مراجعي عيادات التجميل في الدول العربية هم من الذكور وهدفهم الجراحة التجميلية لتحسين المظهر الخارجي على عكس السائد في أغلب بلدان العالم حيث أن غالبية المراجعين إناث!.
ولم تعد التجاعيد عدو المرأة وحدها... بل غدت عدو الرجل أيضا... هذا ما أثبتته عيادات التجميل في أوروبا التي تستقبل المئات من الذين يبحثون عن الشباب والنضارة من الرجال.
وأصبح هذا النوع من الرجال الذي كان في وقت مضى يخجل حتى من البوح أو السؤال عما يناسبه في هذا المجال لا تقتصر اهتماماته فقط على الملابس والاكسسورات وقصات الشعر بل طالت مستحضرات العناية بالبشرة وجراحة التجميل ولاسيما لدى الشباب.
ومع تزايد إقبال الرجال على عيادات التجميل ترتسم إشارة استفهام كبيرة حول الأسباب وراء ازدياد هذه النسبة خاصة في الدول العربية..
هل المرأة هي السبب؟
المرأة أحد الأسباب في لجوء الرجل إلى عيادات التجميل فمن الشباب من يكون راضي عن شكله إلا أنه يرى أن مظهره لم يكن مرضياً لدرجة كافية للفتاة التي خطبها.
ويرى بعض الرجال أن التشوهات يمكن أن تسبب عقدة نفسية وإحساس بالنقص تجاه المرأة لذلك من الأفضل التوجه إلى عيادات التجميل، ويرى آخرون أن من حقهم الظهور بصورة جميلة وإن تطلب ذلك الدخول إلى عيادات التجميل والخضوع إلى الجراحة.
من أهم أسباب لجوء الرجال إلى الجراحة التجميلية إرضاء النفس كما يلعب رأي المجتمع دوره خاصة ما يقال الآن الناس في وقتنا هذا تقيم وفقا للشكل لا للمضمون
ورأى عدد من المهتمين بهذه الظاهرة أن أهمية تغيير المنظر تأتي من أجل كسب احترام الناس وإقامة علاقات معهم، وأن الاهتمام بالمظهر أحد الأسباب القوية في القبول في وظيفته الجديدة.
وبالنسبة للأسباب النفسية لهذه الظاهرة عزا الأطباء النفسيون ذلك لسببين رئيسيين الأول إحساس الرجل بعدم قبوله في المجتمع نسبة إلى شكله فلذلك يلجأ إلى التغيير من أجل الحصول على ثقة الآخرين.
و السبب الثاني يكون نتيجة نقص البنية التحتية للشخصية للتمويه عن نقص معين ولفت الأنظار أو ما شابه ذلك كما أن هناك نوعية من الناس تحب التباهي وتجتهد لتبقى دائما الأجمل والأفضل في عيون الآخرين
إلا أن هناك من الرجال من يرى أن المطلوب بالرجل جمال الخلق بالإضافة إلى الأناقة والنظافة.
وتتوجه أصابع الاتهام إلى جيل 2000 بأن عمليات التجميل هذه من اختراع جيل 2000 الذي تبدلت لديهم مفاهيم الرجولة عكس ما كان الرجال يرون أنهم يعتنون بمظهرهم عن طريق المواظبة على الرياضة والأناقة.
وما هي أكثر العمليات الشائعة بين الرجال؟
يشير استشاريو جراحة التجميل أن أكثر العمليات الشائعة هي شفط الدهون خصوصاً من منطقة البطن وعمليات تجميل الأنف وزراعة الشعر وعمليات أخرى تهدف لإزالة أثر تقدم السن مثل شد الوجه وتقشير البشرة سواء بالليزر أو التقشير الكيميائي.
وتعتبر عمليات تجميل الأنف الأكثر شيوعاً بين الرجال، وتليها عمليات الجفون. ويقول جراحو التجميل إنهم يشهدون الآن أعداداً متزايدة من الرجال الذين يحاولون أن يظهرون بمظهر أكثر شباباً.
وأكثر العمليات التي يجريها الذكور زراعة الشعر حيث يتفشى الصلع بشكل كبير بينهم وهو وراثي بنسبة 98% أما نسبة الأسباب الأخرى كالمرض أو الحروق أو ثعلبة فتبلغ 2% فقط. حيث يصيب الصلع الوراثي مناطق معينة من الرأس ويبدأ بالتدرج حتى يصل إلى المنطقة الخلفية الممتدة خلف الأذنين.
ويسبب الصلع جين وراثي متنح غير سائد يعد مسؤولاً عن إصابة الذكور من سن 20 إلى 35 بفقدان الشعر.
ومن العمليات الغريبة والتي أضيفت إلى قائمة عمليات التجميل الضرورية هي عمليات شد الصوت فقد أجريت مؤخرا عملية "شد للصوت"، ويبدو أنها نجحت في جعل الصوت أكثر شبابا.
هذه الأنباء ذكرها وأكدها الدكتور "ليروي يونغ" جراح التجميل في سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية، ورئيس جمعية جراحي التجميل.
ويضيف الدكتور يونغ قائلا: " أمران يمكن القيام بهما لجعل الصوت يبدو أكثر شبابا، الأول يعتمد على اللجوء إلى زراعة طعم - عبر فتحة صغيرة في العنق - يتم من خلاله تقريب الحبال الصوتية إلى بعضها البعض، أما الطريقة الثانية فتعتمد على حقن الكولاجين، أو الدسم، لنفخ الحبال الصوتية، وإعادة طراوة الشباب إليها. "
وأشار إلى أن هذه المداخلات الطبية، استخدمت من قبل لدى مرضى كانوا يعانون من مشاكل حادة، أثّرت بشكل كبير على الصوت، أو ربما فقدوا صوتهم..
والطريف أن الناس أصبحوا يلجأون لمثل هذه العمليات لأسباب رفاهية تجميلية بشكل أساسي
ولعل أكثر الوسائل التجميلية انتشاراً وشيوعاً حالياً، في أوساط النساء والرجال على السواء، هي حقن "بوتوكس"، التي حظيت في العام 2002 بموافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في مجال تقليل التجاعيد.
وتشير إحصائية صادرة عن الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل إن الرجال أجروا نحو 334 ألف عملية من هذا النوع في العام 2003.
من ناحية ثانية ارتفعت نسبة عمليات التجميل التقليدية في العام 2003، بين الرجال بحدود 10 في المائة.
سلام نجم الدين الشرابي