تذكر: فأنت مَلِكٌ!

منذ 2015-01-21

نرى شعوبًا بأسرها تبات في العراء، بلا مأوى؛ من شدة الحر، أو برد الشتاء، وأنت في بيتك الهانئ تبيت مطمئنًا، وسط أطفالك، ولا تلتفت لما أنت فيه من نعيم

الكثير منا أتته الدنيا صاغرة، وهو لا يدري، بل قد يسخط ويحسد من ليس لديه مثل ما عنده! كيف هذا؟!

قد يكون المرء قد رزق كفافًا، فهو يملك ما يكفيه بلا فائض، ومع هذا الكفاف فهو يملك الأمان في العيش، والعافية في البدن.

هو ينظر لمن هم أعلى منه؛ فيسخط، وقد يكونوا مرضى أو غير مطمئنين، أو عندهم من أسباب التعاسة الداخلية ما الله به عليم، بل قد تكون أنفسهم مسلطة عليهم فلا يشعرون بفضل ما عندهم؛ بسبب شره النفس، وطمعها.

نرى شعوبًا بأسرها تبات في العراء، بلا مأوى؛ من شدة الحر، أو برد الشتاء، وأنت في بيتك الهانئ تبيت مطمئنًا، وسط أطفالك، ولا تلتفت لما أنت فيه من نعيم.

نرى أناسًا فقدوا عقولهم، يبيتون في الطرقات، ولا يتلذذون بعيش.

نرى أناسًا حرموا من جمال الخِلقة.

نرى أناسًا حرموا من نعمة الصحة والعافية، بسبب إعاقة أو مرض.

نرى أناسًا حرموا من النعمة الكبرى؛ نعمة الإسلام.

لذا يا من رُزقت الثلاثة الآتية؛ إياك والضجر فأنت مَلِكٌ في هذه الدنيا؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أصبح وأمسى آمنًا في سِرْبه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه؛ كان كمن حِيزت له الدنيا بحذافيرها» (حسنه الألباني؛ في صحيح سنن الترمذي).

تذكر وتفكر:

«آمنًا في سربه».

«معافى في بدنه».

«عنده قوت يومه».

«حاز الدنيا بحذافيرها».

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 1,714

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً