لماذا يصادرون حق الأمة بالفرح؟
حال الأمة مع بعض أبنائها العاقّين الذين غذوا بغير لبانها حال عجيبة لا يمكن تصديقها ولم يمر مثلها على أي أمة في التاريخ!! ولولا أننا نرى ما حدث عيانا لقلنا إن هذا ضربٌ من الأساطير وخيالات لا تقع في عالم العقلاء..
- التصنيفات: التصنيف العام -
حال الأمة مع بعض أبنائها العاقّين الذين غذوا بغير لبانها حال عجيبة لا يمكن تصديقها ولم يمر مثلها على أي أمة في التاريخ!! ولولا أننا نرى ما حدث عيانا لقلنا إن هذا ضربٌ من الأساطير وخيالات لا تقع في عالم العقلاء..
بعض هؤلاء الأبناء يستكثرون على الأمة أن تفرح لواقعة من قدر الله تقع على أمة من أمم الكفر تعيث في الأرض فساداً وتجري دماء المسلمين أنهاراً في كل حين ويعدون هذا مخالفاً للإنسانية ويدبجون في الأسى على تلك الأمة الطاغية المتجبرة المقالات والخطب والمراثي.. ولا أدري ماذا يريدون!!
إن كثيرا من الكتابات تلك بعد الإعصار المدمر الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة الأمريكية تعكس مدى الفاجعة التي يمر بها العقل العربي ويعيشها الإعلام العربي؛ فهذا الإعلام جرّّم أي شكل من أشكال المقاومة للمحتل الأمريكي في العراق وفلسطين وغيرها، ولم يكتف بذلك بل نعى على الأمة أن تضمر في داخلها بغضا لهؤلاء المجرمين الذين عاشوا في بحور من دماء المستضعفين.. بل جعل كراهية الأمريكيين جريمة.. ولم يكتف كتّابه بذلك بل سخروا كل ما يملكون من قدرات إعلامية ووظفوا الصور جيدا في تزويق السحنة الأمريكية القبيحة لنحبها رغما عنا.. ثم جاؤوا بعد ذلك ليشنوا هجوما عنيفا على الأم التي سُحل أبناؤها الثلاثة واغتصبت هي وابنتاها وقتل زوجها أمام عينها لأنها فرحت لما أصاب عدوها..
لسنا نطالب هؤلاء الكتاب بأن يفرحوا لما أصاب الأمريكيين ولكننا نقول لهم دعوا من شاء أن يفرح فليفرح.. هذا أبسط حقوق الإنسان التي يجب عليكم أن تحترموها.. إن النمل المستحقر إذا دخل جحره عدو له تمالأ عليه وتعاون حتى يخرجه أو يهلك فكيف ببشر يعي ويعقل ويحس؟؟ إن هذه الأمة الثكلى لا تملك شيئاً فلا تستكثروا عليها فرحة قلبية بجائحة تصيب عدوها.. وإن كنتم تحتجون بالإنسانية والرحمة فأين هذه الرحمة عن ملايين المسلمين يهلكون جوعا في النيجر؟ وأين هذه الرحمة عن جراحنا النازفة في العراق وأفغانستان وفلسطين؟ بل ما بال هذه الرحمة والإنسانية تختفي من حياتكم تماما إذا كنتم تناقشون شأنا داخليا تخالفون فيه القراء وتصبون جام غضبكم على المخالفين وتستعدون عليهم كل السلطات وتسفهون كل رأي يخالف رأيكم؟؟؟ أم أن الرحمة فقط للدماء الزرقاء؟؟
إننا نعاني من إرهاب ثقافي صحفي لا يقل خطرا عن غلاة التكفيريين وقانا الله شرهما جميعا..
والله غالب على أمره..
حبيب بن معلا المطيري