(125) سُنَّة قراءة آخر آيتين في البقرة كل ليلة
راغب السرجاني
مع أن القرآن كله من عند الله، وكله معجز وعظيم، فإن الله رفع قدر بعض الآيات، وجعل لها فضلاً عظيمًا، من ذلك الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة..
- التصنيفات: السيرة النبوية -
مع أن القرآن كله من عند الله، ومع أنه كله معجز وعظيم، فإن الله عز وجل رفع قدر بعض الآيات على الأخرى، وجعل لقراءة هذه الآيات فضلاً لا يُدانيه فضل، ومن هذه الآيات الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة؛ وذلك من أول قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} [البقرة:285] إلى آخر السورة؛ فقد روى البخاري عَنْ أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « ».
والحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم؛ لأن كلمة «العلماء مَنْ يقول: "إنها تعني أن الآيتين تجزئان عن قيام الليل"، وبعضهم يقول: "تجزئان عن قراءة القرآن بشكل عامٍّ في هذه الليلة"، وآخرون يقولون: "إنهما تكفيان من كل سوء".
» تحتمل معانيَ كثيرة، فمِنوفريق يقول: "إنهما تكفيان من الشيطان"، وغيرهم يقول: "إنهما تكفيان للدلالة على الاعتقاد السليم"، وبعض العلماء يرى أنهما تكفيان من الثواب؛ بمعنى أنهما يُحَقِّقَان ما يكفي من الثواب لمعادلة سيئات اليوم؛ وبالتالي النجاة، ويُحْتَمل -وهذا ما أراه- أن الكلمة تعني ذلك كله وأكثر؛ فهي آيات خاصة جدًّا، وقد ورد في قصتهما أحاديث عجيبة..
فمن ذلك ما رواه الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « ».
ومنه ما رواه النسائي وأحمد -وقال الألباني: صحيح- عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
».فهل بعد كل هذا الفضل يزهد مسلمٌ في قراءة هاتين الآيتين في كل ليلة؟! علمًا بأن قراءتهما لا تأخذ أكثر من دقيقتين فقط!
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].