في ذكر فضائل القرآن العظيم وفاتحته
فلا شك أن القرآن هو كلام الله تعالى، وهو أعظم الذكر وأجل الذكر وأفضل الذكر على الإطلاق، ومن قرأ حرفاً منه فله عشر حسنات كما قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»[1].
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلا شك أن القرآن هو كلام الله تعالى، وهو أعظم الذكر وأجل الذكر وأفضل الذكر على الإطلاق، ومن قرأ حرفاً منه فله عشر حسنات كما قال صلى الله عليه وسلم: « »[1].
ثم إن هذا القرآن العظيم هو المنهج الإلهي للثقلين، أنزله الله تعالى على أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وقد حث الأمة ورغبهم في حفظه والعمل به وتعليمه للغير، فإن من تعلم وعمل وعلّم دُعي في السماء عظيماً.
وقد أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة بأن هناك بعض الآيات والسور التي لها منزلة عظيمة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى، فمنها ما يعدل قراءة ثلث القرآن، ومنها ما يعدل ربع القرآن، ومنها من يدافع عن صاحبه في القبر، وإلى بعض الفوائد العظيمة الأخرى.
وبعد هذه المقدمة اليسيرة المختصرة عن القرآن العظيم نقف مع أعظم سورة في القرآن العظيم وهي سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة وفضائلها العظيمة:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة:1-7].
أخي المسلم وأختي المسلمة: إن هذه السورة العظيمة الجليلة الرفيعة لها فضائل ومنازل كبيرة وعظيمة وأجور كثيرة لا تعد ولا تحصى، وإليكم بعض ما جاء في فضائلها وهي كما يلي:
أولاً: لقد ورد في فضل هذه السورة العظيمة: في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » . فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام. فقال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} » [2].
ثانياً: يقال لها أم القرآن.
ثالثاً: يقال لها: سورة الحمد؛ لأن فيها ذكر المحامد والكمال لله سبحانه وتعالى.
رابعًا: يقال لها: الرقية، للحديث الصحيح حين رقى بها الرجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « »[3].
خامساً: قال فيها ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: هي أساس القرآن، وأساسها {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} ، فإذا اعتللت أو اشتكيت فعليك بالفاتحة تُشفى - بإذن الله سبحانه وتعالى.
سادساً: سماها يحيى بن أبي كثير: الكافية؛ لأنها تكفي عن كل شيء ولا يكفي عنها شيء.
سابعاً: هي أعظم سورة في القرآن، وقد دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد فوجد أبي بن كعب يصلي فقال: « » فلم يجبه، ثم أتى أبي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله قال « » فقال "إني كنت في الصلاة"، فقال: « » [الأنفَال: 24] {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} قال: "بلى يا رسول الله لا أعود"، قال: « » قلت: "نعم يا رسول الله"، قال: « » قال: فأخذ بيدي يحدثني، وأنا أتباطأ مخافة أن يبلغ قبل أن يقضي الحديث، فلما دنونا من الباب، قلت: "أي رسول الله ما السورة التي وعدتني؟" قال: « » قال فقرأ عليه أم القرآن، قال: « » [4].
ثامناً: لقد ثبت في الحديث الذي رواه عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « » [5].
تاسعاً: الحديث الذي يروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل عليه الصلاة والسلام إذ سمع نقيضاً فوقه، فرفع جبريل عليه الصلاة والسلام بصره إلى السماء فقال: « قال: فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: » [6].
نايف بن محمد بن سعد الراجحي
-----------------------------------------
[1] رواه أحمد رقم 23858، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط حديث حسن على اضراب في إسناده.
[2] رواه ابن خزيمة رقم 1079، وابن حبان رقم 2635، وأحمد رقم 21257.والبخاري رقم 6940.
[3] رواه مسلم، رقم 811.
[4] رواه أحمد رقم 15648، وأبو داود رقم 1493.
[5] رواه البخاري رقم 4729، ومسلم رقم 814.
[6] السنن الكبرى للنسائي رقم 1259، وصحيح ابن حبان رقم 2004، وأحمد رقم 17379.
- التصنيف:
- المصدر: