(136) سُنَّة الاستعاذة من النفس والشيطان صباحًا ومساءً
راغب السرجاني
اثنان يأمران الإنسان بفعل السوء: النفس والشيطان! لهذا علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ منهما كل صباح ومساء وكذلك عند النوم..
- التصنيفات: السيرة النبوية -
اثنان يأمران الإنسان بفعل السوء: (النفس والشيطان)!
قال تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف:53]، وقال: {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ . إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:168-169]؛ لهذا علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ منهما جميعًا كل صباح ومساء..
فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. فَقَالَ: « »"، وزاد في رواية أخرى صحيحة للترمذي: « ».
فهذه استعاذة من شرِّ النفس والشيطان، وقد عَلَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه، وهو أفضل الصحابة، فنحن إلى ذلك أحوج، وكلمة « » التي جاءت في الحديث تعني ما يمكن أن يقود إليه الشيطان من الشِّرْكِ بالله، وقد وردت في روايات أخرى بتشكيل مختلف؛ وهو « »؛ أي بفتح الشين والراء، وهذا يعني حبائل الشيطان ومكائده، والمعنيان صحيحان، فلْنحفظ هذا الدعاء الجميل، ولْنردِّده في ثلاثة أوقات يوميًّا: مرة في الصباح، وأخرى في المساء، وثالثة عند النوم.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].