إحياء - (146) سُنَّة قضاء الدين
من أعظم الهموم التي يمكن أن تقابل الإنسان همُّ الدَّيْن! وقد استعاذ منه رسول الله، وكانت المساعدة في قضاء دَيْن المدين سُنَّة نبوية عظيمة..
من أعظم الهموم التي يمكن أن تقابل الإنسان همُّ الدَّيْن! وقد استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذة مباشرة؛ فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « »، وضلع الدَّيْن أي شِدَّته وثقله..
والرسول صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ إلا من الأمور العظام، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم سداد الدَّيْن مخالفة شرعيَّة كبيرة إلى درجة أن الله لا يغفر ذلك للشهيد! فقد روى مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: « »، ومن هنا كانت المساعدة في قضاء دَيْن المديونين سُنَّة نبوية عظيمة، ومن أعظم الأعمال عند الله..
فقد روى الطبراني -وقال الألباني: حسن- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: "أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « »".
وقضاء الدَّيْن يكون بأكثر من طريق، فمنها -وهو أعلاها- أن تدفع عن المديون دون مقابل، ومنها أن تُقْرِضه إلى أجل، ومنها أن تجمع له قيمة الدين من الأصدقاء والمعارف، ومنها أن تتوسَّط له عند أحد الأغنياء ليدفع عنه، ومنها أن تتوسَّط له عند الدائن ليُسْقِط جزءًا من الدَّيْن أو كلَّه، أو يُؤَجِّل موعد السداد، أو بأي طريقة صالحة تُحَقِّق المطلوب، وما أكثر المديونين المتعسِّرين! وما أروع أن تكون ممن يُيَسِّرون على المعسرين! فقد روى مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « ».
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
- التصنيف:
- المصدر: