بديل الغناء الإسلامي
خروج النشيد أو الإنشاد عن مبتغاه الصحيح، والذي يكون في التحفيز في بعض الأعمال الميدانية، والتي تحمل جهداً وعبئاً جسدياً، أو المشاركة في أعمال خيرية، وبرامج تعاونية وذلك مثل الصحابة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند حفر الخندق، وكذا استخدامه في قطع الطريق، وغير ذلك.
- التصنيفات: مساوئ الأخلاق -
نشكر كل من أدلى بصوته، وألقى بأهازيجه في دياجير الهوى، وكل من أضحى يغرد بصوت شجي بأبيات يعزوها غزل عفيف، ولفافيف ماضية لأغانٍ بائتة، وكل من أشغل المسارح الغنائية، والأسماع الطاربة بلهو إسلامي..عفواً بإنشاد إسلامي(مع تحفظي على ٌقران الإسلام بذلك) ثم ينقل تجربته أنها بديل عن الغناء والطرب والموسيقى والمزمار و...
أف ثم أف من بديل هش بهشاشة عظام بالية، ويندرج ضمن طائفة الرخويات، ومن ثم تتخلله صفات بريد الزنا والفاحشة، قد ينقد على البعض هذه الغضبة، لكن من رأى ما رأيت، وسمع ما سمعت (وقد يكون البعض له الدراية الأشفى مني في ذلك) سيستجيب صاحب اللب والعقل النجيب لدعوتي.. ولقد ترددت في تدوين الموضوع بالبديل حيث أن هُناك من يجعل الإنشاد أصلاً لوجوده في حياة النبي- صلى الله عليه وسلم -كأصل في بعض المواطن لا بديلاً، ولكن ما جعلني أجرؤ على تسميته في عصرنا ببديل الغناء الإسلامي مظاهر سيئة، وصور مقيتة لا تكاد تجزم أنها في دائرة المُباح فضلاً عن دائرة المكروه والمُحرم، وإن التعليل بأنها بديل عن الغناء من مُحبي هذا الفن رسم لدي أنه هوىً غرق فيه المحبون، وإن مما رأيته في واقع الإنشاد هذه الأيام..
1. تفشي استخدام المؤثرات، والهرمونات الصوتية، التي قد تغير الصوت لمثل الموسيقى.
2. استخدام الأبيات التي لا علاقة لها بمقام الشجاعة، والفائدة، ومن ثم بدأ إنشاد أبيات لا علاقة لها بشيء من ذلك.
3. عدم التورع من الرجال في استخدام الدف، واستماعه وانتشار ذلك بكثرة.
4. إنشاد أبيات كانت قد غنيت من قبل فنانين، وذلك بهدف بديل للتائبين والعائدين.
5. ولوج بوابة الإنشاد من بعض المردان، والشباب الهاوي للتغني بالقصيد مما أوقعوا كثيراً من الشباب والشابات في الفتن والتعلق والشهوات، لاسيما في المهرجانات، والشاشات الفضائية.
6. طغيان حب النشيد واستخدامه واستماعه على أي مسموع فائدي.
7. ظهور النشيد في (كليبات) شبيهة بالأغاني الفيديوية، وكذلك انتشار المهرجانات الإنشادية، والتي تشابه إلى حد مطابق احتفالات الغناء والمجون.
8. خروج النشيد أو الإنشاد عن مبتغاه الصحيح، والذي يكون في التحفيز في بعض الأعمال الميدانية، والتي تحمل جهداً وعبئاً جسدياً، أو المشاركة في أعمال خيرية، وبرامج تعاونية وذلك مثل الصحابة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند حفر الخندق، وكذا استخدامه في قطع الطريق، وغير ذلك.
9. الدخول بالنشيد من باب البديل المنافس للأغنية، وهب أن ذلك صحيحاً.. مع ذلك أن النشيد سيخسر جولته إن لم يستخدم المعازف والمزامير؛ لأن التائب لا يريد بديلاً رديئاً.
10. ومن المظاهر شهرة عدد من المنشدين، وأصبح تواجدهم كثيراً في استديوهات الغناء الفنية (بحجة إخراج النشيد بجودة معينة)، بل قد انتشر بعض انتاجهم في قنوات الغناء، واستديوهاته، وانتشر تعلم المُقامات في تلكم المعاهد، وذلك جراء تتبع القوم، مع علمنا أن هناك من كبار القراء من غاص في علم المقامات دون زيارة واحدة لتلكم المعاهد.
11. كذلك التشابه إلى حد كبير من المنشدين والمستمعين للإنشاد بأضدادهم في الغناء، على سبيل المثال في طريقة (الموالات)، والإتيان بالترجيع المصبغ بالنشوة الجنونية، وأحياناً وجود التصفيق والتصفير، وهز الأجساد أحياناً (لاسيما مع جودة لحن المنشد، وترجيعه مع محبيه).
12. الانشغال من قبل الجادين بها، والذي أصبحت اهتماماتهم بها مما أسقط بعض القيم لديهم، وإسفافهم في بعض الأمور جراء ذلك.
13. تواجد عدد من القنوات والتي تتبنى ذلك بشدة، وقد يكون روادها أكثر بكثير من رواد القنوات المحافظة.
14. ترويج الفتاوى التي تبيح استخدام الدُف للرجال، والرقص كذلك، ومن ثم العمل بتوسيع دائرة النشيد وإضافته للفن الإسلامي، وهنا دعنا نهب أن هذا الكلام صحيحاً؟! فأين نحن من تأطير القضايا، وسد الذرائع، وفهم المقاصد.
15. وغير ذلك مما قد أنسيته، أو لم يظهر لي سوءه.
أقول بعد هذا العرض: إن الإنشاد ليس بحرام ولا عيب إن وافق الشرع المطهر، وخلا من المحاذير المنافية للنصوص الشرعية والقيم الإسلامية ثم العادات المحافظة، وأنقل هنا فتوى الشيخ ابن جبرين- رحمه الله -(المصدر-موقع الشيخ) حيث قال في إجابته عن حكم النشيد الإسلامي: " اعلم أن الشعر كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح، وهذه الأناشيد من الشعر فينظر إلى معانيه ومحتوياته، فإن كان فيه حماس وغيرة على الدين وذكر لمحاسن الإسلام وذم للكفر والمشركين وهجاء لأعداء الدين فإنه جائز، وقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - حسان بن ثابت على هجاء المشركين، وأخبر أنه عليهم أشد من وقع النبل ولا يضر كونه ينشده موزونًا ومقطعًا بدون موسيقى، وأما إن احتوى على هجاء المسلمين، أو القدح في الدين، أو ذكر العورات والفواحش، أو مدح الفسقة، أو الدعاية إلى المُحرمات والمنكرات فهو حرام نثره ونظمه. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم"ا. هـ
إذا فهم ذلك فإنه لا بديل للغناء والطرب بشيء من صوره، هذا جهل مركب في فقه البديل، بل البديل يكن أكمل، وأعظم، وأوفى.. قال عز من قائل: "ورتل القرآن ترتيلاً".
سعيد بن محمد آل ثابت