هم لا يريدون شريعة الله
وكأنّي أستمع إلى الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - وهو يقول: " إن في بلادنا من يدافع عن حرية الإلحاد والسُكر والزنا بلسان طلق، فإذا حُدّث عن حرية الإيمان والعفاف واليقظة الفكرية امتعض واشمأز فهل يجُرُّ الهزيمة والعار إلاّ مثل هؤلاء الدواب؟.
- التصنيفات: السياسة الشرعية -
إن ما تتعرض له الجمعية التأسيسية للدستور منذ نشأتها الأولى والثانية من هجوم ضاري وحملات تشويه مستمرة ورخيصة الغرض منها هو إجهاض المشروع الإسلامي ولا لشيء غير ذلك مهما قالوا وبرروا من مصطلحات التوافق والعدالة والمواطنة كلها للتدليس والتضليل للحيلولة دون تطبيق الشريعة الإسلامية أو أي مظهر إسلامي يبرز الملامح الحقيقية لدولة دينها الرسمي الإسلام اختطفها العلمانيون وما يسمون أنفسهم بالحداثيين على مدى أكثر من قرنين منذ عصر محمد على وحتى الآن.
يريد التيار الليبرالي العلماني والذي يسمى نفسه بالتيار المدني وهذا من قبيل التدليس لينفى عن التيار الإسلامي أو بالأحرى الإسلام أي مظهر من مظاهر المدنية يريد أن يلتف على إرادة الأمة بمرجعيتها الإسلامية (القرآن والسنة النبوية) ويدلس عليها ويصنع أزمة مفتعلة لكسب مزيد من الوقت قدر الإمكان بغرض تشويش الأفكار لدى المواطن وزعزعة إيمانه بقضية الشريعة عن طريق جر أبناء التيار الإسلامي إلى معارك فكرية يستدرجونهم فيها لتوريط البعض في فتاوى وآراء شرعية أصولية غير مألوفة لدى الكثير من العوام والمتعلمين أيضاً والعودة إلى الوراء من جديد ورهن مصر لتيار واحد لا مكان للدين فيه سوى في المساجد فقط.
نريد منهم أن يقولوها بصراحة ودون مواربة لا نريد الشريعة ولا المرجعية الإسلامية للدولة دون لف أو دوران ولعب بالألفاظ والمصطلحات التي تشوش على فكر المواطن البسيط وأقترح الاستفتاء على هذا المطلب في ورقة أتريد الشريعة الإسلامية بنعم أم لا دون مزايدة على أحد أو من أحد.. ذلك أنني أجزم أن هؤلاء المتغربين يريدون دستوراً يكتبه أمثال خالد يوسف وإلهام شاهين وإيناس الدغيدي التي طالبت صراحةً تقنين وترخيص الدعارة في مصر وكذلك الحشيش ولا يرون في ذلك أي إساءة أو امتهان للمرأة التي يتاجرون بحقوقها ويريدون مساواتها الكاملة مع الرجل، أما أن نعرض جسد المرأة لمن يدفع في سوق نخاسة اللحم الرخيص فتلك من مظاهر المدنية والتحضر.
وكأنّي أستمع إلى الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - وهو يقول: " إن في بلادنا من يدافع عن حرية الإلحاد والسُكر والزنا بلسان طلق، فإذا حُدّث عن حرية الإيمان والعفاف واليقظة الفكرية امتعض واشمأز فهل يجُرُّ الهزيمة والعار إلاّ مثل هؤلاء الدواب...؟.
رضا حمودة