خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية - (10) خيانات البويهيين

منذ 2015-01-30

له وزير شيعي يُسمى (أبو علي محمد بن علي بن مقلة)، أخذ يخطط ويدبر لإزالة الخليفة العباسي والتمكين لبني بويه المتشيعين، فأخذ يكتب للبويهيين يطمعهم في بغداد دار الخلافة، ويصف لهم الحال الذي عليه الخليفة من الضعف

والبويهيون ينتسبون إلى رجل من الديلم (الديلم: إقليم جبلي   يقع في الجنوب الغربي من بحر قزوين، ويحده في شماله جيلان، وفي شرقه طبرستان، وفي غربه أذربيجان وفي جنوبه جهات قزوين)، انظر: (الكامل في التاريخ لابن الأثير[8/97]).

يقال له (بويه)، وكنيته أبو شجاع، كان له أولاد ثلاثة (أبو الحسن علي ولقب عماد الدولة)، و (أبو علي الحسن ولقب بركن الدولة)، و (أبو الحسين أحمد ولقب بمعز الدولة)، وكان الثلاثة قوادًا في جيش (ابن كالي)، صاحب إقليم الديلم في هذا الوقت عندما خرج على الخلافة العباسية؛ فاستولى على عدة أقاليم كأصبهان، وأرَّجان وشيراز.. وغيرها فعظم شأن بني بويه حتى صارت لهم أمور الديلم وما والاه من الأقاليم، وكان خليفة الوقت (الراضي بالله محمد بن المقتدر العباسي)، له وزير شيعي يُسمى (أبو علي محمد بن علي بن مقلة)، أخذ يخطط ويدبر لإزالة الخليفة العباسي والتمكين لبني بويه المتشيعين، فأخذ يكتب للبويهيين يطمعهم في بغداد دار الخلافة، ويصف لهم الحال الذي عليه الخليفة من الضعف، حتى قدم (معز الدولة بن بويه)، إلى بغداد واستولى عليها سنة 334هـ، ويومها قال الوزير أبو علي محمد بن علي بن مقلة: "إنني أزلت دولة بني العباس وأسلمتها إلى الديلم لأني كاتبت الديلم وقت إنفاذي إلى أصبهان، وأطمعتهم في سرير الملك ببغداد، فإني اجتنيت ثمرة ذلك في حياتي".

وكان لما ملك معز الدولة بغداد خلع الخليفة، ونهب الديلم دار الخلافة حتى لم يبق شيء، وأقام الفضل بن المقتدر العباسي خليفة، ولم يجعل له أمرًا ولا نهيًا ولا رأياً، ولا مكنَّه من إقامة وزير، بل صارت الوزارة إليه -أي لمعز الدولة بن بويه- يستوزر لنفسه وشنع على بني العباس بأنهم غصبوا الخلافة وأخذوها من مستحقيها وأراد معز الدولة إبطال دعوة بني العباس وإقامة دعوة المعز لدين الله الفاطمي.. وبعث نوابه فتسلموا العراق ولم يبق بيد الخليفة منه شيء  البتة إلا ما أقطعه مما لا يقوم ببعض حاجت. (انظر: السلوك لمعرفة دول الملوك [1/25-27]).

وفي سنة 352هـ  أمر البويهيون بإغلاق الأسواق في اليوم العاشر من المحرم، وعطلوا البيع ونصبوا القباب في الأسواق، وعلقت عليها المسوح وخرج النساء منتشرات الشعور يلطمن في الأسواق، وأقيمت النائحة على (الحسين بن عليّ)، وتكرر ذلك طيلة حكم الديالمة ببغداد، والتي استمرت نحو مائة وثلاث سنين، وأصبحت هذه الفعلة تقليدًا دينيًا عند (الجعفرية الإمامية الاثني عشرية)، ولم يمكن لأهل السنُّة منع ذلك لكثرة الشيعة وظهورهم وكون السلطان معهم، وكذلك ابتدع معز الدولة بن بويه الاحتفال بعيد يقال له (عيد الغدير)، فأمر في العاشر من ذي الحجة بإظهار الزينة في بغداد، وأن تفتح الأسواق بالليل كما في الأعياد وأن تضرب الدبادب والبوقات وأن تشعل النيران في أبواب الأمراء وعند الشرط.. فكان وقتًا عجيبًا مشهودًا، وبدعة شنيعة ظاهرة ومنكرة (البداية والنهاية  [11/243]) بتصرف.       .

وفي هذه الآونة التي كان يلهو فيها الشيعة البويهيون ويلعبون ويضعفون سلطان السُّنة كان الروم ينتهكون حرم الديار الإسلامية، قال ابن كثير رحمه الله وهو يتحدث عن أحد ملوك الروم في هذا العصر الذي فشت خيانات البويهيين فيه، واسمه (نقفور)، وجعل يصف الحال المزري الذي وصلت إليه الديار الإسلامية من الذلة والمهانة قال: "كان هذا الملعون -أي نقفور الرومي- من أغلظ الملوك قلبًا وأشدهم كفراً، وأقواهم بأسًا، وأحدّهم شوكة، وأكثرهم قتلاً وقتالاً للمسلمين في زمانه، استحوذ في أيامه لعنه الله على كثير من السواحل، وأكثرها انتزعها من أيدي المسلمين قسرًا، واستمرت في يده قهرًا، وأضيفت إلى مملكة الروم قدرًا، وذلك لتقصير أهل ذلك الزمان، وظهور البدعة الشنيعة فيهم، وكثرة العصيان من الخاص والعام منهم، وفشوا البدع فيهم وكثرة الرفض والتشيع منهم، وقهر أهل السنُّة بينهم، فلهذا أديل عليهم أعداء الإسلام فانتزعوا ما بأيديهم من البلاد مع الخوف الشديد، ونكد العيش والفرار من بلاد إلى بلاد فلا يبيتون ليلة إلا في خوف من قوارع الأعداء، وطوارق الشرور المترادفة، فالله المستعان.
وقد ورد (نقفور)، هذا حلب في مائتي ألف مقاتل بغتة في سنة 351هـ  وجال فيها جولة ففر من بين يديه صاحبها سيف الدولة، ففتحها اللعين عنوة، وقتل من أهلها من الرجال والنساء ما لا يعلمه إلا الله..".

وبالغ في الاجتهاد في قتال الإسلام وأهله، وجد في التشمير، فالحكم لله العلي الكبير، وقد كان لعنه الله لا يدخل في بلد إلا قتل المقاتلة وبقية الرجال وسبى النساء والأطفال، وجعل جامعها اصطبلاً لخيوله وكسر منبرها، واستنكث مأذنتها بخيله ورجله وطبوله..
وكان هذا اللعين -أعني نقفور- قد أرسل قصيدة إلى الخليفة العباسي (المطيع لله)، نظمها له بعض كتابه مما كان خذله الله وأذله وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة وصرفه عن الإسلام وأصله، يفتخر فيها هذا اللعين، ويتعرض لسب الإسلام والمسلمين، ويتوعد فيها أهل حوزة الإسلام بأنه سيملكها كلها حتى الحرمين الشريفين عما قريب من الأعوام.. ويزعم أنه ينتصر لدين المسيح عليه السلام، وربما يعرض فيها بجناب الرسول عليه من ربه التحية والإكرام ودوام الصلاة مدى الأيام" (البداية والنهاية: [114/243] ، [244]).

" وفي سنة 353هـ عملت الرافضة عزاء الحسين ... فاقتتل الروافض وأهل السنُّة قتالاً شديدًا وانتهبت الأموال.. في نفس العام جاء ملك الروم نقفور إلى طرطوس وأذنة والمصيصة وقتل من أهلها نحو خمسة عشر ألفاً وعاث فيها الفساد"(البداية والنهاية: [11/253]).

"وفي سنة 354هـ في عاشر المحرم منها عملت الشيعة مأتمهم وبدعتهم وغلقت الأسواق وخرجت النساء نائحات سافرات...واقتتلوا مع أهل السنُّة قتالاً شديدًا.. وفي شهر رجب منها جاء ملك الروم بجيش كثيف إلى المصيصة فأخذها قسرًا وقتل من أهلها خلقًا، واستاق بقيتهم معه أسارى وكانوا قريبًا من مائتي ألف إنسان، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ثم جاء إلى طرسوس، فسأل أهلها منه الأمان فأمنهم بالجلاء عنها والانتقال منها واتخذ مسجدها الأعظم اصطبلا لخيوله وحرق المنبر ونقل قناديله إلى كنائس بلده، وتنصر بعض أهلها معه لعنه الله.." (البداية والنهاية: [11/254]،[255]).

"وفي عاشر المحرم من سنة 361هـ عملت الروافض بدعتهم، وفي المحرم منها -أي نفس الشهر- أغارت الروم على الجزيرة وديار بكر فقتلوا خلقًا من أهل الرها، وصاروا في البلاد كذلك يقتلون ويأسرون ويغنمون إلى أن وصلوا نصيبين ففعلوا ذلك ولم يغن عن تلك النواحي متوليها شيئًا، ولا دافع عنهم، ولا له قوة، فعند ذلك ذهب أهل الجزيرة إلى بغداد وأرادوا أن يدخلوا على الخليفة المطيع لله وغيره يستنصرونه ويستصرخونه، فرثى لهم أهل بغداد، وجاءوا معهم إلى الخليفة فلم يمكنهم ذلك، وكان بختيار بن معز الدولة البويهي الشيعي الرافضي مشغولاً بالصيد فذهبت الرسل إليه فبعث الحاجب يستنفر الناس، فتجهز خلق من العامة.. ولكن وقعت بينهم فتنة شديدة بين الروافض وأهل السنُّة، وأحرق أهل السنُّة دور الروافض في الكرخ وقالوا: "الشر كله منكم.. وأرسل بختيار البويهي إلى الخليفة يطلب منه أموالاً يستعين بها على هذه الغزوة فبعث إليه يقول: لو كان الخراج يجيء إلي لدفعت منه ما يحتاج المسلمون إليه وذلك أن الخليفة كان في غاية الضعف ولكن أنت تصرف منه في وجوه ليس بالمسلمين إليها ضرورة، وأما أنا فليس عندي شيء  أرسله إليك، فترددت الرسل بينهما وأغلظ بختيار للخليفة في الكلام وتهدده، فاحتاج الخليفة أن يحصل شيئًا فباع بعض ثياب بدنه وشيئًا من أثاث بيته ونقض بعض سقوف داره، وحصل له أربعمائة درهم فصرفها بختيار في مصالح نفسه وأبطل تلك الغزوة، فنقم الناس للخليفة، وساءهم ما فعل به ابن بويه الرافضي من أخذه مال الخليفة، وتركه الجهاد، فلا جزاه الله خيرًا.." (البداية والنهاية: [11/271]،[272])، بتصرف يسير.

  • 7
  • 1
  • 4,402
المقال السابق
(9) خيانة القرامطة
المقال التالي
(11) خيانات الوزير مؤيد
  • أحمد صلاح

      منذ
    بارك الله فيكم اقوم الان بضم هذه المقالات لتخرج في هيئة كتاب لكن ليس الامر المرجو انما ليس برقم اصدار وترقيم عالمي وموافقة دار الكتب لكن هو بيني وبين اصداقائي ان اهمكم هذا الشان 01094412980 احمد صلاح

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً