قلب سليم (2)- المعادلة!
فالعمل الصالح هو أحد لوازم الإيمان وجزء منه، يقول الله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف من الآية:110].
المعادلة التي نريد أن نطبقها في حياتنا كي نحيا في هذه الدار.. دار الاختبار والبلاء، حياة طيبة إلى أن نصل إلى الجنة ونعيم الخلود بها، هي في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97]، نعم، الإيمان والعمل الصالح.. هما مفتاح الحياة الطيبة في الدنيا، وفي الآخرة يجزيهم الله بأحسن ما عملوا.
فالحياة الطيبة ليست كما يتوقع البعض في المال ووفرة النعم ونصيب الإنسان من الدنيا، ولكن هي كما في أقوال مختلفة للمفسرين بين الطاعة والانشراح بها، والسعادة والرزق الحلال، يقول صاحب الظلال: "وفي الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب بها الحياة في حدود الكفاية: فيها الاتصال بالله والثقة به والاطمئنان إلى رعايته وستره ورضاه، وفيها الصحة والهدوء والرضى والبركة، وسكن البيوت ومودات القلوب، وفيها الفرح بالعمل الصالح وآثاره في الضمير وآثاره في الحياة، وليس المال إلا عنصراً واحداً يكفي منه القليل، حين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند الله، وأن الحياة الطيبة في الدنيا لا تنقص من الأجر الحسن في الآخرة" (انتهى النقل).
والإيمان والعمل الصالح لا ينفك أحدهما عن الآخر، وقد جمع بينهما في آيات كثيرة في القرآن الكريم، فالإيمان في عقيدة أهل السنة قول وعمل:
قول القلب: هو الاعتقاد والتصديق.
عمل القلب: وهو الإخلاص وأعمال القلوب.
قول اللسان: هو النطق بالشهادتين والعمل بلوازمها.
عمل الجوارح: هو العمل والطاعة والعبادة.
فالعمل الصالح هو أحد لوازم الإيمان وجزء منه، يقول الله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110].
قال الفضيل بن عياض في تفسير العمل الحسن: "أخلصه وأصوبه، فقيل له: ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً، فالخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة".
هذان شرطا المعادلة.. من حققهما فقد فاز بطيب حياة الدنيا والآخرة.
ويكون ذلك أكثر سهولة بوجود صحبة صالحة تعين على الطريق يقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28].
فأما أن تختار حياة طيبة أو حياة في ضنك وضيق صدر، الحياة طيبة إنما هي بالإيمان والعمل الصالح، وحياة الضنك إنما هي بالحياة الغافلة والقلب المعرض عن ربه {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه:124].
فاختَر لقلبك حياته.. واختار لنفسك مآلها!
- التصنيف:
- المصدر: