إحياء - (179) سُنَّة سؤال الجنَّة والاستجارة من النار

منذ 2015-02-05

أعظم الفوز هو دخول الجنة والنجاة من النار؛ فهل تعرف سُنّة رسول الله في سؤاله للجنة والاستجارة من النار؟ وماذا تقول الجنة لمن يسأل الله ذلك؟

أعظم الفوز هو دخول الجنة والنجاة من النار، وهذا هو التعريف الذي اختاره ربُّ العزة سبحانه للفوز؛ فقال: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران:185]، وينبغي لهذه القضية ألا تغيب عن ذهن المؤمن أبدًا؛ لذلك كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسأل اللهَ الجنة، ويستجير به من النار، وفي سنن ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عائشة رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: «..اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ..».

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مَنْ يُداوم على سؤال الله الجنة فإن الجنة بدورها تطلب من الله أن يُدْخِلَه إياها! وكذلك تسأله النار الإجارة منها! فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ الجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الجَنَّةَ. وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ».

وقد رَغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون معظم دعائك على هذه الصورة؛ ففي سنن أبي داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: «كَيْفَ تَقُولُ فِي الصَّلاَةِ؟» قَالَ: أَتَشَهَّدُ وَأَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، أَمَا إِنِّي لاَ أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلاَ دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ»".

فكل أنواع الدعاء تهدف في النهاية إلى دخول الجنة، والاستعاذة من النار، ومن هنا كانت سُنَّة سؤال الله الجنة والاستجارة به من النار، سُنَّة عظيمة ينبغي لنا المداومة عليها؛ ففيها الفوز الكبير؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [البروج:11].

ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 9
  • 0
  • 23,131
المقال السابق
(178) سُنَّة الدعاء بالثبات
المقال التالي
(180) سُنَّة تقليم الأظفار

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً