هاجر له ومحروم
حتمًا، سيجيء القرآن بك، سيجىء بقلبك الغافل ولو بعد حين، حتمًا ستكون في قمة لهوك، ولعبك، فتجذبك آية من سويداء قلبك، لتعصف بك عصفًا
لا تقرأ القرآن؟ هاجر له، ومحروم؟!
أوصيك ألا تهجر (سماعه) حين نومك، اجعله بجوارك، ونم في طريقك، اجعله في أذنك، أو حتى في مكان بعيد يأتيك بصوت خافت في منزلك، اختر ركنًا طيبًا، واجعل فيه القرآن أثناء عملك، دراستك، زين جلستك بهمسات الترتيل والتجويد في كل وقت ومكان يُتاح لك سماعه، اسمع! يُتاح لك وجوده، جده يتاح لك وصله، صله!
حتمًا، سيجيء القرآن بك، سيجىء بقلبك الغافل ولو بعد حين، حتمًا ستكون في قمة لهوك، ولعبك، فتجذبك آية من سويداء قلبك، لتعصف بك عصفًا، وتقول لك: "أنا رسالة ربك إليك، فاسمع، وانصت"، فتنتفض ولا تعرف أين تهرب، ولن تهرب، حتمًا سيغيرك القرآن، سيعتني بك، سيؤنسك، سيزيح عن صدرك زفرات الهم، وإحباطات الغم رويدًا رويدًا، سيرسم لك خارطة العودة والأوبة، حتى يصبح صوته أحب إليك من الدنيا وما فيها.
حتمًا ستعتذر له في النهاية، وتبكي على أزهار حروفه المباركة، بكاء الحبيب الغادر، ستندم على أنك تأخرت كثيرًا، لكنك ستفرح بأنك (قد وصلت أخيرًا).
حتمًا كل هذا؛ لأن القرآن (روح)، روح يحتاجها (قلبك الميت) ليحيا، وقلبك وإن آثرت أنت الموت فلن يؤثر هو مع القرآن سوى الحياة.
والسعيد من وفقه الله.
- التصنيف: