المرض والابتلاءات
بسيطة هذه الحياة لو أزحنا عن كواهلنا العتيقة -رغم الصغر- كل جبال الزيف، وملاحقة ما اعتاد غالبية البشر ملاحقته، ظنًا منهم أن الحياة لن تستقيم بدونه
حين المرض تتضاءل الدنيا، وتخبوا الأحلام، لتفيق من نوبات الألم، محملًا بوهن نبتة صغيرة في صحراء الأمنيات المتراكمة على جدران (اللهث خلف كل شيء و أي شيء)، لتكتشف في النهاية أن كل ما كنت بحاجة إليه قطرات ماء، وكسرات خبز، وجسد سليم يحملك حيث تريد.
بسيطة هذه الحياة لو أزحنا عن كواهلنا العتيقة -رغم الصغر- كل جبال الزيف، وملاحقة ما اعتاد غالبية البشر ملاحقته، ظنًا منهم أن الحياة لن تستقيم بدونه، وأخمدنا بداخلنا نوبات الإصرار على أن (الحياة لن تستمر إلا بكذا وكذا).
الابتلاءات عامة، المرض خاصة هو الحاضنة الإنسانية التي تتبعثر فيها أوردة (كبرك)، و(غفلتك) على طرقات (الضعف) هو خبطة بيد حديدة على رأسك، تصرخ فيك: "تمهل و تعلم، تغير وتأمل".
هو وقفتك الذليلة على باب الله تشكو إليه وهن عظامك، وخور أنفاسك، وبكاء عينيك، وتجمد حياتك حتى الضُر.
هو ألم جديد، يضاف لإخوته، فيعلمهم و يعلمك أن النعم عزيز شكرها، كثير نسيانها، وارد سلبها.
فانتبه وانتبه! أكثر أن أمامك فرصة جديدة، حين العافية فهيا انطلق، وارِ الله منك خيرًا، علك تعوض ما قد فات!
- التصنيف: