(195) سُنَّة الرفق بالحيوان
راغب السرجاني
لم تكن رحمة رسول الله خاصة بالإنسان فقط؛ بل شملت في إطارها كل روح، وكان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يرحم الحيوان، والطير، بل والحشرات!
- التصنيفات: السيرة النبوية -
لم تكن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصَّة بالإنسان فقط؛ بل شملت في إطارها كل روح، وكان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يرحم الحيوان، والطير، بل والحشرات! وما أكثر مواقف حياته صلى الله عليه وسلم التي برزت فيها هذه السُّنَّة الرقيقة..
وعلى سبيل المثال روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « ». قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: « »".
فهذه قاعدة جميلة واضحة، وهي أن المسلم يُؤْجَر على كل رفقٍ يُقَدِّمه لحيوان، وعلى الجانب الآخر فإنه يُؤْزَر إن تعرَّض له بأذى؛ فقد روى مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَيْهِ حِمَارٌ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ؛ فَقَالَ: « »، وهذا متحقِّقٌ كذلك مع الطيور والحشرات..
فقد روى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، « » فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: « »"، وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ: « »، قُلْنَا: نَحْنُ. قَالَ: « ».
فالرفق بكل روح هو السُّنَّة النبوية، فلْنحرص على ذلك، ولْنعلم أن لنا في ذلك أجرًا عظيمًا.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].