ربي قلبي؛ 3-4
إن القلب القرآني يأبى أن يحبس ذلك الربيع المثمر بداخله، ويصر على أن ينتفع الخلق بتلك الثمرات التي ستفيض عن حاجته لا محالة، فقط إن كان القرآن فعلا ربيع قلبه!
والربيع نقاء وصفاء وطهر!
والقلب الذي ربيعه القرآن هو قلب صافٍ، أشبه ما يكون بقلوب أهل الجنة؛ منزوعة الحقد والغل والحسد.
القلب الذي ربيعه القرآن قلب وضيء متوضيء بالنقاء، والتسامح، متطهر بالعفو، ومحبة الخير لإخوانه، كما يحبه لنفسه، وهو قلب بريء، طيب كقلب طفل جميل، لم يتلوث بعد بدنس الكراهية، ولم تعكر براءته الظنون والأهواء.
وهو قلب نظيف كنظافة جدول عذب تنساب مياهه في هدوء لطيف؛ لتسقى تلك الزروع الممتدة عن اليمين والشمائل، في سقاء سرمدي لا يكاد ينفد.
سقاء المعاني القرآنية والقيم الرسالية، وذاك أفضل الناس، كما شهد حبيبنا مزكيًا مخموم القلب، صدوق اللسان.
- (ربيع قلبي 3).
ويشتهر الربيع بالإثمار وتفتح الورود ومورقات الأزهار!
وقلب ربيعه القرآن هو قلب مثمر مزدهر مبارك، كلما عرض عليه القرآن تفتحت فيه أزهار الفهم، وأورقت فيه أشجار المعرفة، والعلم بالله، وأينعت فيه ثمرات العمل والمعاملة والحياة بالقرآن.
إنه قلب ممتليء بالخير، حتى أنه يفيض منه على غيره، ويتكرم بثمراته ليطعم منها الخلق، وتمتليء بها آنية قلوبهم كما كانت تمتليء سلال قوم سبأ بمجرد مرورهم تحت أشجار جنتيها المثمرة.
إن القلب القرآني يأبى أن يحبس ذلك الربيع المثمر بداخله، ويصر على أن ينتفع الخلق بتلك الثمرات التي ستفيض عن حاجته لا محالة، فقط إن كان القرآن فعلا ربيع قلبه!
- (ربيع قلبي 4).
- التصنيف: