الكذب يصبح ديناً!

منذ 2015-02-06

اليوم نسير في المناقشة شوطاً أبعد، لكي نطل على أسوأ درجات الكذب -والكذب شر مستطير كله-، إذ تنفرد الرافضة من بين أمم الأرض قديماً وحديثاً، ليس بإباحة الكذب وإنما باعتباره "ديناً" يتقربون به إلى الله -تعالى الله عما يفتري الظالمون-.

عرضنا في الأسبوع الماضي انتقال الكذب من الحقل السياسي -تقليداً من التغريبيين لسادتهم في الغرب أصحاب نظرية ميكافيلي: الغاية تبرر الوسائل-، وضربنا أمثلة من حزب البعث وتاريخه الأسود والدموي والخياني للأمة.

اليوم نسير في المناقشة شوطاً أبعد، لكي نطل على أسوأ درجات الكذب -والكذب شر مستطير كله-، إذ تنفرد الرافضة من بين أمم الأرض قديماً وحديثاً، ليس بإباحة الكذب وإنما باعتباره "ديناً" يتقربون به إلى الله -تعالى الله عما يفتري الظالمون-. 

فما من أمة ترتضي لنفسها القبول بالكذب صراحة، حتى اليهود على ضلالهم وغيهم وافترائهم الكذب على الله عزَّ وجلّ وعلى رسله وقتلهم الأنبياء بغير حق، لا يبيحون الكذب بهذه الصفاقة. فالذين اتخذوا من الكذب ثقافة يستقذرون الكذب علانية فلا يعترفون بأنهم يكذبون!! 

أما المجوسية الجديدة فتمنح الكذب والنفاق "قداسة" غير موجودة في الديانات الوضعية الوثنية البدائية!!

بين يديّ كتاب عنوانه: (بين الكليني وخصومه) موقف محمد أبو زهرة من الكليني، وهو من تأليف رافضي اسمه: عبد الرسول الغفار!! 

ولن نتوقف عند الشرك في اسم الرجل فالأصل في القوم -اعتقاداً وكلاماً وأسماء- هو الشرك وبغض التوحيد. والكليني عندهم عمود من أعمدة دينهم المنحرف، فهو مؤلف كتاب الكافي، الذي يزعمون أنه أهم تصنيف في مروياتهم المفتراة بالطبع على آل البيت الكرام.

ولن نتحدث هنا عن الكافي بكذبه وضلالاته وَوهنه سنداً ومتناً، فقد كفانا دعاة بارزون تلك المهمة، فضلاً عن أن المساحة هنا غير ملائمة للغوص فيه، كما أن غرضنا في هذه العجالة ليس تقويم كتاب الكافي ولا صاحب مخازيه وَأوزاره: الكليني.

المهم أن هذا الرافضي الوضيع والذي يتباهى بحمله درجة الدكتوراه -من دون أن يوضح لنا تخصصه ولا الجامعة التي حصل منها على الدكتوراه المظلومة-، هذا الرافضي يشن حملة ضارية على الشيخ الراحل محمد أبي زهرة رحمه الله تعالى، ويتهمه بالكذب والتزوير وبأنه صاحب نزعة تكفيرية، إلى آخر خزعبلات القوم النمطية المكرورة.

وسبب سعار المؤلف التعس على أبي زهرة رضي الله عنه، ما تضمنه كتابه عن جعفر الصادق من نقد لروايات الكليني التي تفتري على الله الكذب فتزعم وقوع التحريف في القرآن الكريم الذي تكفل الحق عزَّ وجلّ بحفظه، وشهد حتى المنصفون من غير المسلمين بأنه هو النص الذي بلغه النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم للناس في زمانه. ومما يأخذه هذا الرويفض على أبو زهرة دعوته الرافضة إلى تمحيص كتاب الكافي وتقويم ما فيه.

ولم يشفع للشيخ الباحث تأكيده أن القول بتحريف القرآن ليس قول الشيعة الإمامية كافة. فما دام قد انتقد أكاذيب الكليني فهو محل سخط الرافضي لأنه يريد على ما يبدو نقل أسطورة العصمة من الأئمة إلى رواة الدجل كالكليني وأشباهه.

بل إن القراءة العلمية الأمينة لكتاب أبي زهرة عن جعفر الصادق تنتهي إلى مؤاخذات موضوعية للشيخ الراحل، فهو يتشبث بتسمية الإمامية بـ "إخواننا" بالرغم من إنكاره عليهم الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم، وفي فرية القوم عن تحريف القرآن يأخذ بمزاعمهم عن رفض هذه العقيدة الضالة، وليست مؤاخذته للكليني سوى دفاعٍ عن الإمامية وأنهم لا يوافقون الكليني على ضلالته!!

فالرافضي ضرب عن ذلك كله صفحاً وهاج وماج لأن سيده الكليني ممن لا يجوز انتقاده. وهو قد رمى أبا زهرة بالكذب والتحريف مع أنه هو الكذاب الأشر، فأبو زهرة استند إلى روايات الكافي الفاجرة، كما اعتمد على أقوال علماء إماميين معتبرين عندهم!! 

بل إن الشيخ البحاثة لم يأتِ بالدعوة إلى تمحيص مرويات الكليني من عندياته وإنما أكد دعوات شيعة معاصرين أرادوا التخلص من مخازي الكليني!!

ولكي يبرر الرافضي لسيده الكليني يدعي أن روايات التحريف التي جاءت في الكافي لا تعبر عن عقيدة الكليني لأنه أورد تلك الروايات في باب "النوادر"!! 

وهذا تهريج فاجر مثلما يعلم أي طويلب علم، فكيف إذا كان الرافضي كذاباً حتى في دفاعه الأثيم المذكور؟ فالكليني دسّ افتراءه على الوحي المحفوظ بحفظ الله حتى في فضائل القرآن!!

ويتجلى إصرار الرافضي على الدجل واتهام أبي زهرة بجريمته هو، يتجلى في تجاهله أن الرافضة يصرون على أن كل ما في الكافي صحيح!! 

والذين لا يقرون بصحة كل ما فيه -لما فيه من طوام بات اكتشافها يحرجهم ويخزيهم- قد صحّحوا روايات الكليني القائلة بالتحريف مثلما فعل المجلسي الذي أطلق صفة الوثاقة على تلك الأباطيل المنسوبة زوراً إلى جعفر بن محمد رحمهما الله!!

ولو لم يكن الرافضي المتهجم على أبي زهرة فاجراً وكذاباً أَشِراً لما دخل هذه المعمعة وهو يدري أن كبار حاخامات ديانته يؤكدون أن القول بالتحريف من ضروريات دينهم، كما صرّح بذلك النجس صاحب كتاب فصل الخطاب وكذلك النجس الآخر نعمة الله الجزائري.

أما مقارنة القوم النمطية بين القول الكفري بالتحريف عندهم وبين روايات واهنة في بعض مصنفات أهل السنة فلا تثبت أمام أي نقد علمي نزيه. وإلا فإننا سوف نفحمهم بسؤال يلقمهم حجراً يقول: ما حكم من يقول بتحريف القرآن؟ 

أما عندنا -معشر الموحدين- فإن اعتقاد ذلك كفر يُخْرِجُ صاحبه من ربقة الإسلام بالكلية!! 

فليقولوا بهذا إن كانوا صادقين!!

 

مهند الخليل

  • 3
  • 0
  • 2,041

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً