عيسى يقرأ لك
سينزل (عيسى ابن مريم) ويراه الناسُ، سيكسر الصليبَ، ويقتلَ الخنزيرَ؛ فلا مكان لـ(ميري كريسماس)، أو (هابي بيرثداي جيزز)، وحملات التنصير، وأجراس الكنائس، وأساطير النصارى الكاذبة الضالة؛ ليعلنَها لكلِّ الدنيا أنه عبدُ الله وكلمتُه، وأنه لم يُقتَلْ أو يُصلَب.
سيأتي هذا الصباحُ وأطفالُ ورجالُ ونساءُ المسلمين يقودون العالمَ في عِزةٍ وعدلٍ، سيأتي هذا الصباحُ، والحرائرُ يكتحلن بغبارِ المعارك، ويساهمن في تجهيزِ الجيوش وإنجاب وتربية المجاهدين والعلماء والمخترعين والحكام العادلين، ومزاحمتهم أيضًا.
سيأتي صباحٌ يسمع العَالَم عَن ومِن (المهدِي) الذي سيملأ الدنيا عدلاً بعدما مُلئت ظلمًا وجُورًا.
سيقف (الرومُ) أذلاءَ أمامنا قُبَيْل المعاركِ، ويتوسلون لنا: (خلُّوا بيننا وبين قومِنا)؛ أي: اتركُوا لنا مَن دخلُوا الإسلامَ من أهلِ الغرب، والمسلمون يرفضون، ويجعل الله بأسَنا جميعًا عليهم.
سينزل (عيسى ابن مريم) ويراه الناسُ، سيكسر الصليبَ، ويقتلَ الخنزيرَ؛ فلا مكان لـ(ميري كريسماس)، أو (هابي بيرثداي جيزز)، وحملات التنصير، وأجراس الكنائس، وأساطير النصارى الكاذبة الضالة؛ ليعلنَها لكلِّ الدنيا أنه عبدُ الله وكلمتُه، وأنه لم يُقتَلْ أو يُصلَب.
وسيملأ هو -أيضًا- الدنيا عدلاً وسلامًا؛ إنه عيسى ابن مريم، تجسيد الحنان والرحمة والعدل.
سيمرُّ من هنا، رُبَّما على نفسِ الأرض التي لمستَها أنتَ يومًا بأقدامِك؛ في (الشام) أو (العراق) أو (مصر)..
على أرضنا، هذه الأرض التي أصبح لونُها الدماءَ، ومدادُها الأشلاءَ وبراميلَ الدمار وتفجيراتِ الغدرِ، وآلامَ الفقرِ وزنازينَ القهرِ.
وفي تلك الزاوية البعيدة، في ساحة القتال ربما، أو في شرفة أندلسية، أو عند أستار الكعبة، أو عند بقايا مسجد في (بغداد) أو (دمشق) أو (صنعاء) أو (القاهرة)، أو على أبواب (فيينا)، أو ربما في بيته البسيط أو قصره المنيف؛ سيكون ذاك الطفل أو ذلك الشاب أو تلك الفتاة أو ذاك الكهل؛ منهمكًا يقرأ في كتابٍ، أو يسمع حكاية عن زمان الهرج والفتن الذي نعيشه اليوم، أو يدعو دعاء؛ فهل تراك ستكون ممن سيُذكر اسمُه عندهم هناك؟!
تُرى بماذا سيذكرونك، بخيرٍ أم بشرٍ؟ سيسمعون اسمَك في حكاية تخلد ذكرى كفاحِك ونضالك وجهادك حتى بشطر كلمة، سيقرءون اسمَك على كتاب اصفرت أوراقُه وتمزقت، يقول لهم: (لقد كانت هناك أجيال، أو ربما أفراد، تئن وتتحمل كل الدمار والتعذيب والتيه والاضطهاد)، ومع ذلك استطاعت أن تُنتجَ وتنجحَ، وتُساهم في نهضة أمتها؟
أم ستُوارَى الثرَى بميراث همِّك وحزنِك ويأسك وكسلك؛ فلن يرثيَك أحدٌ ولن يذكرَك أحدٌ، ولن تكون لك حتى (لبنة واحدة) في حضارة المسلمين وخلافتهم القادمة، حينما تتحقق كلُّ بشارات الذي لا ينطق عن الهوى، صلوات ربي وسلامه عليه؛ ولذا فالطريقُ أمامَك، والاختيارُ لكَ، فاختَرْ لنفسك ما تحب.
للتأمل:
وما يُدريك لعله يسمع عنك أو يقرأ لك: (المهدِي نفسُه) أو (نبيك عيسى) نفسه؟
- التصنيف: