إحياء - (201) سُنَّة حب آل البيت

منذ 2015-02-08

مِنْ أرقِّ السنن النبوية سُنَّة حب آل البيت، وهو الأمر الوحيد الذي طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه؛ فكيف يكون هذا الحب؟ ومما يعصمنا؟

مِنْ أرقِّ السنن النبوية سُنَّة حبِّ آلِ البيت، وهذا الحب هو الأمر الوحيد الذي طلبه منَّا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لنفسه! فقد قال تعالى في كتابه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23]. 

وأكَّد علينا أن هذا الحب عاصمٌ لنا من الزيغ والضلال؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي؛ أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا».

وكان من آخر وصاياه لنا أن نتمسَّك بحبِّ أهل بيته صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى مسلم عن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا بَعْدُ؛ أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ؛ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ». فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ..

ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي». فَقَالَ لَهُ حُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ -وهو أحد التابعين-: "وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ. قَالَ: كُلُّ هَؤُلاَءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ".

 وحبُّ آل البيت يكون بمعرفة سيرهم، والتدبُّر في أحوالهم، والدعاء لهم، والدفاع عنهم، والحديث عنهم مع أبنائنا وإخواننا ومجتمعاتنا، ولْيتخيَّل كلُّ واحدٍ منَّا سعادةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم برؤية مَنْ أَحَبَّ آل بيته، فإن هذا سيدفعنا إلى المداومة والاستمرار.

ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 1
  • 0
  • 3,942
المقال السابق
(200) سُنَّة تشميت العاطس
المقال التالي
(202) سُنَّة السرور بالحسنة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً