(15) سيد قطب وفقه الأوراق
أبو محمد بن عبد الله
إن الفقه الإسلامي لا ينشأ في فراغ، ولا يعيش في فراغ كذلك.. لا ينشأ في الأدمغة والأوراق؛ إنما ينشأ في واقع الحياة. وليست أية حياة. إنما هي حياة المجتمع المسلم على وجه التحديد..
- التصنيفات: الدعوة إلى الله - الدعاة ووسائل الدعوة - قضايا إسلامية معاصرة -
في سياق مواصلة الرد على كلام الشيخ صالح آل الشيخ عن فقه الواقع وأنه محدث مبتدع وأن أول من قال به سيد قطب، وقد فنَّدنا ذلك كله في مقالاتنا السابقة... في هذا الإطار ذكر الشيخ صالح أن سيد قطب يعارض بين فقه الورق وفقه الحركة، وأن فقه الورق يقصد به سيد فقه الكتاب والسنة، وأنه يقدم معرفة فقه الواقع على فقه الكتاب والسنة! قال الشيخ صالح: "وقدّم معرفة فقه الواقع على ما سماه بفقه الأوراق؛ وذلك أنه قال: إن فقه الأوراق -وهو فقه الكتاب والسنة- أنه يحتاج إليه إذا قامت الدولة المسلمة، أما إذا كانت الدولة المسلمة أو الجماعة المسلمة ليس لها سلطة سياسية تحكم فإنه كيف يُعتنى بفقه الأوراق قبل أن تقوم ويكون العناية بفقه الأوراق في فراغ -على حسب تعبيره- في فراغ ليس منزلا على واقع معين. ثم ركز على الاهتمام بفقه الواقع" اسمع هنـا.
فهل قام سيد قطب يحارب الكتاب والسنة، ويقدم عليها رُؤى الناس، وهو الذي قدَّم رقبته من أجل أن يُقَدَّمَ الكتاب والسنة على قوانين البشر؟!
يؤسفني أن أقول: بأن هذا الذي قاله الشيخ صالح لا وجه له البتة، ولا يمت إلى الواقع بصلة، ولم يقل سيد قطب شيئا من ذلك، فعجبي من الشيخ صالح في دعواه هذه!
فما مقصود سيد قطب من "فقه الأوراق" و"فقه الحركة"؟
فقه الأوراق
لم يقصد سيد قطب من "فقه الأوراق" فقه الكتاب والسنة، كما يزعمون! وإنما يقصد به معنيين، أحدهما: متفقهة القاعدين، والثاني: الأرائيتيون، وسنبين أحدهما في هذا المقال، والآخر في مقالٍ تالٍ إن شاء الله تعالى.
أولاً: فقه القاعدين!
يقصد به عملَ الباحثين الذين يبحثون في الفقه وهم قاعدون في بيوتهم أو مكتباتهم، يعيشون بين الأوراق، يأخذون من أغنيائها لفقرائها، بينما هم لا يتحركون بهذا الفقه في الواقع، كما تحرك النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة لإزالة غربته، وكما تحرك به الصحابة الكرام رضي الله عنهم مع النبي وبعده صلى الله عليه وسلم، فهذا النوع من الفقهاء لا يحتاجه الإسلام، ولا هو ينصر الإسلام، لأن الإسلام ليس في حاجة إلى مجرد كلام، ولو كان هذا الكلام فقهًا!
فالقاعدون عن الحركة بهذا الدين كالقاعدين عن الجهاد في سبيل الله تعالى، وهم كالمخلَّفين عن الركب، ولا يمكن أن يستووا مع الذين أنفقوا من علمهم بين الشعوب، وأنفقوا من جهودهم وهم يتحمَّلون أخلاق الناس في الميادين، لا من وراء الشاشات أو سمَّاعات الهاتف أو مطابع الورق.. قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:95]، فالقاعدون عن خوض آلام الأمة للتطلع إلى آمالها لا يُعتبرون من العلماء الربانيين، ولا الفقهاء الحقَّانيين، هم أخطر من القاعدين عن القتال، لأن علمهم يجب أن يكون أشخاصًا تدب في ميادين الدعوة وساحات الجهاد وقصور السياسة.. حتى لا ينحرف القطار ولا تغرق السفينة.
ولو أخرجوا آلاف الكتب وملايين الأوراق، فإنهم عندئذ فقهاء أوراق.
فهو يقصد الذين يعيشون بين الأوراق التي يقرؤونها أو التي يكتبونها، بينما هم لا يتحركون لنصرة الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو أساس نصرة هذا الدين، وأساس خيرية هذه الأمة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران:110]. ولاحظ في الآية الكريمة قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم لاحظ أنها أمة أُخرجت للناس، ولم تقعد في بيوتها أو مكتباتها أو مكاتبها بين الأوراق؛ تأخذ وتقتبس من أغنيائها لتضع في فقرائها!
فقه الأوراق مهم ولكنه غيرُ كافٍ
وعلى أهمية الكتب وفقه الأوراق، فإن الأمر بالمعروف لا يتحقق والمنكر لا يزول بالفقه الذي في الأوراق وحده، ما لم يتقمصه أهله ويمشون به في الناس، كما قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:122]، فهو يمشي في الناس وبين ظهرانيهم، وليس يمشي في الكتب وبين الأوراق، أو أنه يؤلف لمن يطبق له فقهه!! وتلاميذهم نُسخٌ منهم مكرورة، كالكتب التي يعاد نسخها أو طبعها بألوان مختلفة وبتواريخ متتالية!
من أكثر الناس أوراقًا في الإسلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله؛ هل كان فقيه أوراق فحسب؟! وإن أوراقه لَنقرأها وكأنها كُتِبَت اليوم، لواقع اليوم! بينما بعض فقهاء اليوم ولا كأنهم يعيشون بين أظهرنا!
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: «هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ العِلْمُ مِنَ النَّاسِ حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ» فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا القُرْآنَ فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ عِنْدَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ؟» (الألباني؛ صحيح الجامع الصغير، برقم:[6990]). يعني أيها الأنصاري، لا يغني عنك نصوص القرآن والسنة، فضلاً عن نصوص الفقه والفقهاء، ما دامت مجرد محفوظات، ما لم يصحب هذا الحفظَ خشية من الله تعالى وتقوى، وتُصدَّق بعملٍ بموجب هذه النصوص، وحركة بمقتضياتها في الناس وبين الجماهير، لا من وراء المكاتب والمكتبات.
يقول سيد قطب في هذا: "إن الفقه الإسلامي لا ينشأ في فراغ، ولا يعيش في فراغ كذلك.. لا ينشأ في الأدمغة والأوراق؛ إنما ينشأ في واقع الحياة. وليست أية حياة. إنما هي حياة المجتمع المسلم على وجه التحديد.." (في ظلال القرآن: [4/ 2010]).
النفير للتفقه من خلال الحركة
قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة:122]. يقول سيد قطب في تفسيرها: "ولقد وردت روايات متعددة في تفسير هذه الآية، وتحديد الفرقة التي تتفقه في الدين وتنذر قومها إذا رجعت إليهم.. والذي يستقيم عندنا في تفسير الآية: أن المؤمنين لا ينفرون كافة. ولكن تنفر من كل فرقة منهم طائفة -على التناوب بين من ينفرون ومن يبقون- لتتفقه هذه الطائفة في الدين بالنفير والخروج والجهاد والحركة بهذه العقيدة وتنذر الباقين من قومها إذا رجعت إليهم، بما رأته وما فقهته من هذا الدين في أثناء الجهاد والحركة.
والوجه في هذا الذي ذهبنا إليه- وله أصل من تأويل ابن عباس رضي الله عنهما ومن تفسير الحسن البصري، واختيار ابن جرير، وقول لابن كثير أن هذا الدين منهج حركي، لا يفقهه إلا من يتحرك به فالذين يخرجون للجهاد به هم أولى الناس بفقهه بما يتكشف لهم من أسراره ومعانيه وبما يتجلى لهم من آياته وتطبيقاته العملية في أثناء الحركة به. أما الذين يقعدون فهم الذين يحتاجون أن يتلقوا ممن تحركوا، لأنهم لم يشاهدوا ما شاهد الذين خرجوا ولا فقهوا فقههم ولا وصلوا من أسرار هذا الدين إلى ما وصل إليه المتحركون وبخاصة إذا كان الخروج مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والخروج بصفة عامة أدنى إلى الفهم والتفقه.
ولعل هذا عكس ما يتبادر إلى الذهن، من أن المتخلفين عن الغزو والجهاد والحركة، هم الذين يتفرغون للتفقه في الدين! ولكن هذا وهم، لا يتفق مع طبيعة هذا الدين.. إن الحركة هي قوام هذا الدين ومن ثم لا يفقهه إلا الذين يتحركون به، ويجاهدون لتقريره في واقع الناس، وتغليبه على الجاهلية، بالحركة العملية.
والتجارب تجزم بأن الذين لا يندمجون في الحركة بهذا الدين لا يفقهونه مهما تفرغوا لدراسته في الكتب دراسة باردة! وأن اللمحات الكاشفة في هذا الدين إنما تتجلى للمتحركين به حركة جهادية لتقريره في حياة الناس ولا تتجلى للمستغرقين في الكتب العاكفين على الأوراق! إن فقه هذا الدين لا ينبثق إلا في أرض الحركة. ولا يؤخذ عن فقيه قاعد حيث تجب الحركة. والذين يعكفون على الكتب والأوراق في هذا الزمان لكي يستنبطوا منها أحكاماً فقهية (يجددون) بها الفقه الإسلامي أو (يطورونه) - كما يقول المستشرقون من الصليبيين! وهم بعيدون عن الحركة التي تستهدف تحرير الناس من العبودية للعباد، وردهم إلى العبودية لله وحده، بتحكيم شريعة الله وحدها وطرد شرائع الطواغيت.
هؤلاء لا يفقهون طبيعة هذا الدين ومن ثم لا يحسنون صياغة فقه هذا الدين! إن الفقه الإسلامي وليد الحركة الإسلامية.. فقد وجد الدين أولاً ثم وجد الفقه. وليس العكس هو الصحيح.. وجدت الدينونة لله وحده، ووجد المجتمع الذي قرر أن تكون الدينونة فيه لله وحده.. والذي نبذ شرائع الجاهلية وعاداتها وتقاليدها والذي رفض أن تكون شرائع البشر هي التي تحكم أي جانب من جوانب الحياة فيه.. ثم أخذ هذا المجتمع يزاول الحياة فعلاً وفق المبادئ الكلية في الشريعة -إلى جانب الأحكام الفرعية التي وردت في أصل الشريعة- وفي أثناء مزاولته للحياة الفعلية في ظل الدينونة لله وحده، واستيحاء شريعته وحدها، تحقيقاً لهذه الدينونة، جدت له أقضية فرعية بتجدد الحالات الواقعية في حياته.. وهنا فقط بدأ استنباط الأحكام الفقهية، وبدأ نمو الفقه الإسلامي.. الحركة بهذا الدين هي التي أنشأت ذلك الفقه، والحركة بهذا الدين هي التي حققت نموه. ولم يكن قط فقها مستنبطاً من الأوراق الباردة، بعيداً عن حرارة الحياة الواقعة! .. من أجل ذلك كان الفقهاء متفقهين في الدين، يجيء فقههم للدين من تحركهم به، ومن تحركه مع الحياة الواقعة لمجتمع مسلم حي، يعيش بهذا الدين، ويجاهد في سبيله، ويتعامل بهذا الفقه الناشئ بسبب حركة الحياة الواقعة (سيد قطب؛ في ظلال القرآن، [3/ 1734-1735]).
قال القرطبي في تفسيرها: "وأما قوله: {لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة:122]، فإن أولى الأقوال في ذلك بالصواب، قولُ من قال: ليتفقه الطائفة النافرة بما تعاين من نصر الله أهلَ دينه وأصحابَ رسوله، على أهل عداوته والكفر به، فيفقه بذلك من مُعاينته حقيقةَ علم أمر الإسلام وظهوره على الأديان، من لم يكن فقهه، ولينذروا قومهم فيحذروهم أن ينزل بهم من بأس الله مثل الذي نزل بمن شاهدوا وعاينوا ممن ظفر بهم المسلمون من أهل الشرك إذا هم رجعوا إليهم من غزوهم ... وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصواب، وهو قول الحسن البصري الذي رويناه عنه، لأن "النفر" قد بينا فيما مضى، أنه إذا كان مطلقًا بغير صلة بشيء، أنَّ الأغلب من استعمال العرب إياه في الجهاد والغزو. فإذا كان ذلك هو الأغلب من المعاني فيه، وكان جل ثناؤه قال: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} [التوبة:122]، علم أن قوله: {لِّيَتَفَقَّهُوا}، إنما هو شرط للنفر لا لغيره، إذْ كان يليه دون غيره من الكلام. فإن قال قائل: وما تنكر أن يكون معناه: ليتفقه المتخلِّفون في الدين؟ قيل: ننكر ذلك لاستحالته. وذلك أن نَفْر الطائفة النافرة، لو كان سببًا لتفقه المتخلفة، وجب أن يكون مقامها معهم سببًا لجهلهم وترك التفقه، وقد علمنا أن مقامهم لو أقاموا ولم ينفروا لم يكن سببًا لمنعهم من التفقه... ولو كانت إحداهما جائزٌ أن توصف بإنذار الأخرى، لكان أحقَّهما بأن يوصف به، الطائفة النافرة، لأنها قد عاينت من قدرة الله ونصرة المؤمنين على أهل الكفر به، ما لم تعاين المقيمة" (الطبري: [14/ 574]، باختصار).
وقال ابن عطية: "و(التفقه) هو من النافرين، و(الإنذار) هو منهم، والضمير في رَجَعُوا لهم أيضًا" (المحرر الوجيز: [3/ 96]).
فهذا هو المعنى الأول لفقه الأوراق الذي يقصده سيد قطب رحمه الله، وهو موافق لما قال المفسرون وليس بدعًا منهم، فمَن الذي يعارضه فيه؟!
وأخيرًا؛ فإن قيل: فما وجه علاقة الموضوع بالعنوان الكبير: أعلماء عَلمانيون؟! قلنا: وجهه أن الذين يتفقهون من مجرد الأوراق وللأوراق فحسب؛ لا يمكن أن يصبغوا حياة الناس بصبغة الله التي شرعها في دينه، فيتَعرَّى واقع الناس من فقهٍ حَيٍّ، فيطلب الناس فقهًا فلا يجدون، فينفصل –بالضرورة- فقه الشرع عن واقع الحياة، وهذا مُبْتغى العَلمانية.
وفي المقال التالي نبين المعنى الثاني لـ "فقه الأوراق" الذي يقصده سيد قطب.
يحسن مراجعة المقالات:
أعلماء عَلمانيون؟! (13): أول من قال بفقه الواقع
أعلماء علمانيون؟! (14) سيد قطب مجدد فقه السلف
22 ربيع الآخر 1436 (11/2/2015)